“البعوضيات فصيلة حشرات من رتبة ذوات الجناحين تتغذى إناثها على دم الإنسان… وهي تتغذى على الدم لتنتج المزيد من البيوض”، ذلك هو التعريف العلمي حسب ما هو منشور في موقع ويكيبيديا على الإنترنت.
الدم هو الحياة للإنسان، فإن اعتبرنا المجتمع بمثابة الإنسان فإن أفراد هذا المجتمع هم بمثابة الدماء التي تجري في عروق هذا المجتمع لتحييه، سأصور لكم ما يعيشه المجتمع الكويتي اليوم وستتعرفون على البعوض.
– عمل إرهابي أودى بحياة مصلين كويتيين في رمضان تبناه “داعش”، وآخر استهدف رجال الأمن أودى بحياة رجل من رجال الداخلية، وخلية مسلحة خزنت أسلحة هائلة داخل الكويت. تلك وقائع غير قابلة للنقاش أو الجدال، واستنكارها بل محاربتها واجب على كل شريف يحب هذه الأرض، وهو ما يقوم به الكثيرون إلا مجموعة تغض البصر عمن أودى بحياة شهداء الكويت، وتركز كل يوم على الخلية المسلحة، رغم أن القضية مضى عليها أكثر من ستة شهور، وهي تسير وفق مجرياتها الطبيعية المطلوبة من محاكمة وصدور أحكام وكل الإجراءات المرضية قانونيا، والمجموعة نفسها تتجاهل تماما شهداء الكويت ممن راحوا ضحية الإرهاب فعلا، في المقابل فإن مجموعة أخرى لا تلتفت ولا تعير أي اهتمام للخطر الذي يمكن أن يشكله كمّ الأسلحة التي ضبطت مع الخلية وتركز فقط على الأعمال الإرهابية المرتكبة تجاه وطننا في الأشهر الأخيرة.
– حماقات يتفوه بها سياسي تجاه دولة شقيقة صديقة، مواقفها مشهودة في الغزو العراقي الغاشم وأعني السعودية، وحماقات أخرى يطلقها سياسي آخر يتأسف فيها على هلاك صدام حسين، وهو من احتل الكويت وقتل وأسر أبناءها، وتشيد به ابنة المقبور علنا بوسائل التواصل. لتصبّ مجموعة جام غضبها على الحماقات الموجهة إلى المملكة العربية السعودية، وتغض البصر بل لا تذكر إطلاقا الحماقات التي أطلقها السياسي الآخر متأسفا على هلاك غازي الكويت وتمجيد ابنة المقبور له!!
نموذجان كافيان لإيصال ما أريد إيصاله، فتلك المجاميع لا تهتمّ لا بدولة ولا مجتمع، بل بفتنة مبنية على أساس ديني طائفي تعيس يقتاتون عليه لإنتاج المزيد من البيوض التي تحقق الغرض نفسه، وهو الفتنة التي لا يستطيعون العيش من دونها، فبتلك الانقسامات فقط يتمكنون من التكاثر والوصول إلى مراكز القوى، فالمسألة بالنسبة إليهم ليست مسألة وطن يحمونه ويدافعون عنه، ويتصدون لمن يهدف إلى الإضرار به، بل إن الوطن ليس سوى ساحة معركة ليذهب فيها من يذهب والهدف بقاؤهم، انظروا من حولكم وستعرفونهم، تمعنوا في خطاباتهم انظروا إلى ازدواجيتهم، ابحثوا عن أسبابهم وستكتشفون أن كل من ينجرف معهم بحسن نية ليس سوى دم جديد سيسعون إلى امتصاصه كالبعوض.
خارج نطاق التغطية:
أكرر، التكفير يجب أن يكون جريمة يعاقب عليها القانون، وعلى المشرعين العمل على تشريع مثل هذا الأمر، فالتكفير هو أسهل طريقة تحريض مباشر لإلحاق الضرر بفرد أو مجموعة دون عواقب، بل قد يكون في نظر البعض اجتهادا دينيا قابلا للصواب والخطأ، وفي الحالتين يؤجر المكفّر!!