ما رأيناه وسمعناه عن مناورات رعد الشمال التي أتسمت بكل معاني الأخوة والترابط بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي وأشقائهم من قادة الدول العربية والإسلامية شيء جميل ورائع ومفرح لجميع شعوب الدول العربية والإسلامية ، وأن تقوم وتتحد عشرون دولة برؤسائها وعتادها وأسلحتها وشعوبها نحو راية واحدة ، لتحقيق الهدف والرؤية المنشودة لمواجهة التحديات والحفاظ على أمن وإستقرار المنطقة ، ولمواجهة الأخطار وردع أي خطر يعصف بأمتنا العربية والإسلامية شيء يبشر بخير، حيث اشترك في مناورات ” رعد الشمال ” كل من الكويت والسعودية وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان ، بجانب الأردن ومصر والسودان والمغرب وتونس وموريتانيا وباكستان وماليزيا وتشاد وجيبوتي والسنغال وجزر القمر والمالديف وموريشيوس بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة .
فعلا فقد حان الوقت الملائم ليتحد جميع دول الخليج العربي مع أشقائهم في الدول العربية والإسلامية ، فما تشهده المنطقة العربية الآن يعتبر الأسوء في تاريخها الجديد ، حيث تكالبت قوى الشر على أمتنا العربية والإسلامية ، فمجرد مناورات ” أرعبت وهزت ” كيان البيت الأبيض وإسرائيل وبعض الدول المجاورة ، وهذا فعلا ما يريده العرب وينتظرونه بفارغ الصبر أن يكون هناك ” تحالف إسلامي ” يوقف عمليات الإرهاب والتطرف الذي تم زرعه في عالمنا العربي والإسلامي من قوى خارجية ودول إقليمية يشهد لها التاريخ بكرهها العميق للإسلام والمسلمين .
ولكن السؤال هل ستستمر تلك المناورات في التقدم ومواجهة الأخطار التي تهدد سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان ومصر ، أم سيتم إرجاع وتخزين تلك الأسلحة الفتاكة إلى مخازنها لتصدأ من جديد ، وتنتهي في مقبرة الأسلحة ” المنتهية الصلاحية ” ، أو هل ستتجرأ تلك الجيوش في مواجهة الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي الذي عبث ومزق ودمر وحدتنا العربية ، أم ستصبح تلك الجيوش منبع لقهر المسلمين وإستعبادهم والتآمر عليهم ، فالكل يعلم بإن بعض جيوش الأنظمة العربية والإسلامية ما هي إلا صنيعة إستعمارية همجية وجدت وصنعت فقط لمنع أي نهضة وتقدم للإسلام والمسلمين .
ومن جانب آخر أعلنت إيران إنها لن تقف مكتوفة الأيدي اتجاه الرسالة السعودية المتمثلة بمناورات رعد الشمال ، فقد أعلنت يوم الأربعاء بدء القوات البحرية الإيرانية بمناورات عسكرية كبيرة تستمر لمدة خمسة أيام ، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد القوات البحرية الإيرانية ” حبيب الله سياري ” إن المناورات تهدف إلى تأمين المنطقة الإستراتيجية بشكل كامل ، إضافة إلى تقييم القدرات البحرية في الحفاظ على الإستتاب الأمني ، حيث تعد تلك المناورات الأولى من نوعها بعد بدء تطبيق الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية ، ويرى محللون ” إن المناورات العسكرية في السعودية وإيران تمثل إشارات في غاية الخطورة بالنسبة إلى المنطقة ، وتمثل أيضا تهديدا حقيقيا لاستقرار الشرق الأوسط ” .
وعليه فإن الخطة الصهيونية التي وضعت من قبل أمريكا وإسرائيل والغرب العفن يراد بها توريط المنطقة العربية والإسلامية برمتها من جديد في حروب أهلية ومذهبية ، من خلال نشر الفساد والفتن ، وصناعة الإرهاب بطرق منهجية عالية وفائقة الدقة مع تغييب كامل لدور الشعوب العربية إعلاميا وسياسيا ، وذلك لكي يتم متابعة ” سرقة ونهب ” ودائع وثروات أنظمتنا العربية والإسلامية بشكل مخزي ومعيب ، مع استمرار خطة بيع النفط بسعر بخس ، والسلاح بالمليارات ، وتنفيذ ” خطة ” مسلسل إشتعال الثورات العربية التي أنهكت شعوبنا العربية ، وتسببت بسفك الدماء وتهجير الشعوب .