هناك أمور كثيرة أتحدث عنها وأخوض فيها ليس لأنها مجرد قناعة وكأنني أطلب موافقتكم على خوضها وكأن بها شكّا ولكن بعضها حتى لو لم يقتنع بها أحد منكم فهي واقع ملزم لن أحيد عنه لأنه إيمان تام ليس به أدنى شك حتى لو كان ذرة من 1%.
اليقين التام بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان هو المسيطر على كل أمور حياتي وحياة أي إنسان كبر ذلك الأمر أو صغر، سواء اقتنع بما أيقنت به أو لم يقتنع فيقيني بكتاب الله وأحكامه ليس مجالا للمناقشة نهائيا، فمجرد شكك بأن كتاب الله أغفل أمرا ما هو شك قد يدخلك في الشرك بقدرة الله سبحانه وتعالى عما يصفون.
لقد حذرنا رب العزة والجلالة في سورة المطففين حين قال تعالى: (ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) فالتحذير ليس للوزن في البيع والشراء فقط وإنما لكل من يكون لديه قياسان مختلفان بما يريد وبما يعطي في أمور الحياة.
لقد تذكرت تلك الآية الكريمة وأنا أسمع بعض الكويتيين ينتقد الألعاب النارية التي استمتع بها الشعب الكويتي يوم السبت الماضي وكأنها من «حلال أبوه» والشيء الغريب أنهم كانوا يمتدحون نفس تلك الألعاب في بعض البلدان الأخرى ويشيدون بها.
من انتقدها في الكويت وأشاد بها في بلد آخر هو أحد أمرين فإما أن يكون قد أمره أحدهم مقابل أن ينتقد بلده وحتما أنه لم يتكلم إلا بعد أن قبض ثمن كلامه أو أنه من المطففين الذين حذرهم الله بتكملة السورة حين قال سبحانه (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم) فاختاروا من أي فريقين تريدون أن تكونوا.
أدام الله من كان مكياله واحدا لا يتغير ولا دام من يغير ميزانه حسب ما يقبض ممن أمره.