خلق الله تعالى كل فرد ولديه احتياجات أساسية وأخرى ثانوية، وتختلف تلك الاحتياجات باختلاف خصائص الفرد، وتتأثر في المرحلة العمرية، والجنس، والحالة الاجتماعيةوالاقتصادية، والميول وغيرها من العوامل الذاتية والبيئية.
وهناك مراحل عمرية يستطيع الفرد فيها إشباع احتياجاته بنفسه، حيث أن لديه كل المؤهلات التي تعينه على ذلك، ولكن قبل تلك المرحلة يكون الفرد بحاجة ألى من يلبي تلك الاحتياجات، وتيسير سبل الحصول عليها، وتمثل مرحلة الطفولة إحدى المراحل التي تكثر فيها احتياجات الفرد، ويحتاج إلى الاستعانة بمن يوفرها له. ولا شك أن الأسرة بشكل عام والوالدان بشكل خاص هم المصدر الأساسي لإشباعها، مع أهمية مراعاة أن يكون بأساليب متعددة ومناسبة وتربوية، لأنها تسهم في تكوين شخصية الطفل، ومن المهم الخروج بشخصية متوازنة.
ماذا يحتاج الطفل؟
تشير نظرية الحاجات أن لكل فرد حاجات أساسية نفسية وبيولوجية من الضروري إشباعها للاستمرار في الحياة، ورتبها ماسلو في هرم تتوفر فيه كل الاحتياجات، وما يهمنا هنا هو احتياجات الطفولة المتمثلة في:
أولاً: الاحتياجات المادية:
١- الحاجة إلى الغذاء المتوازن: وهنا يجب على الأم إطعام الطفل الغذاء الصحي المفيد الذي يسهم في نموه بشكل سليم، ويزود جسمه بالعناصر الغذائية التي يحتاجها ويحافظ على صحته، ويكون بكميات معقولة ومناسبة.
٢- الحاجة للمسكن الملائم: فمن احتياجات الطفل أن يوفر له سكن صالح للعيش الآدمي، ولا يكون أصغر بكثير من عدد أفراده، وأن يكون نظيف وآمن ، وتتوفر فيه التهوية والإضاءة المناسبة لنموه بشكل سليم.
٣- الحاجة إلى الملبس المناسب: فيكون حسن الهندام ، فاختيار الملابس يساهم في تكوين صورة ذهنية للطفل عن ذاته ومظهره أمام الآخرين، فيجب اختيار لبس يناسب جنسه، والمكان المتجه إليه، وبقياس يناسب جسمه وطبيعة الجو.
٤- الحاجة للرعاية الصحية: من خلال التزام بمواعيد التطعيم، وأخذه إلى المستشفى عند المرض، مع عمل فحوصات دورية للإطمئنان على حالتهم الصحية.
ثانياً: الاحتياجات النفسية والمعنوية:
١- الحاجة إلى الأمن والأمان: من أنواعها حماية الأطفال من المخاطر.
٢- الحاجة إلى الحب: حب الأبناء فطرة في قلب كل أم وكل أب، ولكن الأطفال لا يعلمون بذلك، لذا يجب على الوالدين إظهار هذا الحب على شكل سلوك، كالاحتضان و قول الكلمات التي تدل عليه.
٣- الحاجة إلى التقدير الاجتماعي: إشعار الطفل بأنه محل اهتمام وتقدير من قبل أفراد الأسرة.
٤- الحاجة إلى الشعور بالاستقلالية والحرية: إعطاء الطفل الفرصة للقيام بأعمال دون الاعتماد على الوالدين، لإعطائه الثقة بالنفس ونوعاً من القوة، مع أهمية توجيهه.
٥- الحاجة إلى توكيد الذات والتعبير عنها: السماح للطفل بالتعبير عن نفسه وشخصيته، ويتم ذلك من خلال الكلام والرسم وممارسة ما يحبه من العاب وأعمال.
٦- الحاجة إلى النجاح: تشجيع الطفل وإعطائه الدافع للاستمرار في عمل نجح فيه، كالوقوف والنطق بصورة صحيحة، وتنمية روح الشجاعة والمصابرة، وتهيئة الفرص له للنجاح.
ثالثاً: الاحتياجات المجتمعية، تتمثل في الحاجة إلى:
١- الأمان المجتمعي.
٢- قوانين وقرارات تحفظ حقوق الطفل.
٣- توفير الأماكن التي تشبع حاجاته وتنمي هواياته ومواهبه.
٤- توفير الخدمات الطبية والاجتماعية والترويحية والترفيهية في مؤسسات مختلفة.
٥- توفير مؤسسات تربوية وتعليمية يتلقى من خلالها التعليم المناسب الذي يضمن له مستقبل جيد.
الأطفال أحباب الله وهديته إلى عباده، فهم أمانة في أعناقنا، فلنحسن تربيتهم ونوفر لهم كل ما يحتاجونه للنمو بشكل سليم، ونكون لهم شخصيات متزنة، للنهوض بمجتمع راقٍ ومستقبل زاهر بسواعد أبنائه، فطفولة سوية تعني مراهقة سوية ثم شباب سوي ورشد سوي وحتى كهولة سوية.