انتشرت في الايام الماضية بين من يعتبرون أنفسهم بالمثقفين و الأكاديمين والنخب ظاهرة مقارنة بين الحشد الشعبي العراقي و تنظيم داعش الارهابي ، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ خصوصاً في المجتمع الخليجي .
ويقوم من يتبنا هذا الامر بطرح فكرة بأن الحشد الشعبي و داعش يقومون بنفس الفعل “الاجرامي” ويحملون نفس الاهداف لكن الامر المختلف بينهم هو انتمائهم المذهبي !!
هنا ومن خلال هذه المقالة سأقوم بتفنيد هذه المزاعم بعدة نقاط سأسلط عليها الضوء من باب التذكير فكلنا رأينا هذه الفترة وعشناها :
1 – الأساس والهدف من التأسيس :
– داعش تأسس لهدف اقامة “الدولة الاسلامية” المزعومة واحتلت عدد من المناطق والمدن في سوريا والعراق لاقامة مشروعهم هذا
– الحشد الشعبي تأسس لهدف تحرير مناطق العراق وايقاف تمدد “داعش” ومنعه من تحقيق هدفه في العراق
2 – المكونات المنظوية تحت التشكيل :
– داعش ينظم تحته عشرات الالاف من الأشخاص ممن هاجر من دول مختلفة واستقر في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق والتي يطلقون عليها “أرض الخلافة” أو ” الدولة الاسلامية”
– الحشد الشعبي ينظم تحته عشرات الآلاف من العراقيين بمختلف تياراتهم السياسية ومناطقهم وأقاليمهم .
3- الطائفة التي ينتمي اليها التنظيم :
– يزعم تنظيم داعش زوراً وكذباً بأنه ينتمي للطائفة السنيه الكريمة ( رغم ان رموز وكبار علماء الأمة يرفضون هذا الأمر )
– الحشد الشعبي ينتمي له السنه والشيعة والأكراد ومختلف فئات الشعب العراقي (رغم ما يشاع انه شيعي بحت)
4- العمليات التي يقوم بها التنظيم :
– داعش يقوم بعمليات نحر وتفجير مساجد وحسينيات وتهجير و قتل كل من يختلف معه من مدنيين و عسكريين اطفال ونساء ، ويعترف بل ويتفاخر بعملياته الاجرامية ويتبناها بشكل رسمي امام الاعلام من خلال اصدار بيانات رسمية موقعة باسم التنظيم
– الحشد الشعبي يقوم بعمليات ضد داعش ويقوم بتأجيل او الغاء العديد من العمليات التي يصادف ان يكون هناك مدنيين بنفس المكان ( رغم محاولة البعض بالقيام ببعض العمليات المشبوهه ليتهم بها الحشد )
5- الانتماء السياسي والقانوني :
– داعش لا يعترف بقوانين اي بلد يدخل به و يعلن بانه يبايع ابو بكر البغدادي كخليفة للمسلمين وقائد ومرشد لهم
– الحشد الشعبي يعتبر احد الأجنحه العسكرية التابعة للدولة العراقية و معترف به من قبل الحكومة وينضوي تحت قيادة واشراف القائد العام القوات المسلحة العراقية
6- مصدر الدخل والتمويل :
– داعش يعتمد على بيع النفط المسروق من سوريا والعراق بالاضافة الى التبرعات والدعم التي يتلقاها من بعض الأجهزة الإستخباراتية والمتشددين
– الحشد الشعبي يعتمد على الدعم الحكومي العراقي حيث خصصت الحكومة مبلغ من ميزانية الدولة ليدفعها كرواتب لمقاتلي الحشد بالاضافة الى تبرعات من قبل الشعب العراقي
7- الأرض التي يقاتل عليها :
– داعش يقاتل على اراضي في سوريا والعراق وقام بالكثير من العمليات في مختلف دول العالم
– الحشد الشعبي يقاتل بكل الأراضي التي يحتلها داعش في العراق ليحررها (كردة فعل) ويعيد اهلها اليها ، أكانت هذه الأرض ذات اغلبية سنية أم شيعية بلا فرق
وهناك الكثير من الامور التي نستطيع طرحها لنبين مدى الظلم والزيف الكبير الذي يقوم به البعض من خلال المقارنة الظالمة بين هذين التنظيمين “النقيضين تماماً”
وأما عن سبب قيام هؤلاء “النخب” بهذه المقارنه الظالمة هي سبب من عدة اسباب ، فاما انهم يريدون ان يتستروا على الجرائم التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي ويريدون القول ان الطرف الاخر ايضاً مجرم وارهابي !! أو لكي يقولوا ان هناك ارهابيين من كلا الطائفتين “الشيعة والسنه” لأنه وللأسف يعتبر ان داعش هم من السنه و الحشد الشعبي من الشيعة وليقول ان الاسلام لا يصلح للقيادة والعمل السياسي وليصور ان الخلاف بينهم خلاف طائفي “اجرامي” !!
اذاً ومع هذه المعطيات تتضح المشروعية التي يتحلى بها الحشد الشعبي في مقابل داعش هذه البؤرة الارهابية التكفيرية ويتضح ان المقارنة بينهم ظالمة ومجحفة ولا يتقبها لا عقل ولا منطق .