القصائد الغزلية اكثر من الهمّ على القلب وأغلبها تحاول تشبيه المحبوبة بالغزال حتى سلخوا جلده بكثرة وصف محبوباتهم به، مع أن رائحة الغزال لا تختلف عن رائحة العنز! وإن كان تشبيههم بطول الرقبة فالبعير يفوق رقبة الغزال طولا وعليكم تخيل رقبة فتاة بذلك الطول ورائحة العنز!
أصدق وصف للغزال هو ما قاله أحدهم: «عادة الظبي يجفل من ظلاله» فهو كثير الالتفات ودائم الخوف لدرجة أنه يخاف حتى من ظله، ولن تجد من يلومه على خوفه من الآخرين فهو يعرف أن الجميع يحاول اصطياده طمعا فيه.
لن نلوم حيوانا يخاف من كل شيء حوله وحتما هو لا يعلم انهم يتغزلون به ويشبهون محبوباتهم به ولكن نلوم أي مسؤول يأخذ من الغزال طبيعة الالتفات خلفه والخوف من قراراته التي اتخذها وكأنه يريد أن يصبح ملاكا لا يخطئ أبدا!
عزيزي المسؤول إن كنت تخاف من تحمل مسؤولية قراراتك وتحاول ارضاء الجميع وتتلفت خلفك فنصيحتي أن تترك مكانك لمن لا يقبلون ابتزاز الناس له، فأنت حين تعمل فحتما أنت معرض للأخطاء وعليك أن تقتدي بقول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم حين قال: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
هذا المقال موجه لمسؤول يعرف نفسه ولكنه لا يحمل أي شيء من صفات الغزال الا صفة الخوف والتردد والالتفات خلفه خوفا من الناس وممن ينتقدونه، وفي حال وجدتم أنه يتطابق مع أي مسؤول فإنني سأسمح لكم بأن تخبروه بأنني أقصده وحيلكم فيه فما دام قبل أن تبتزوه فلا ترحموه.
أدام الله من كان شجاعا في اتخاذ قراراته ولا دام من يحاول أن يكون غزالا شاردا.