تزداد المجازر والجرائم الوحشية التي ترتكب بحق المسلمين يوميا تارة في بورما وتارة أخرى في أفريقيا الوسطى ومرورا بمسلمي البلقان والهند والفلبين والأيغور في الصين وشعوبنا العربية والإسلامية في خبر كان ، فلا عجب من ذلك فأعداء الإسلام بدأو بالتكاثر وأخذوا ينهشون بلحوم المسلمين يوميا وبدم بارد ، حتى أصبح إعلان الحرب على الإسلام شعارا ونموذجا يحتذى به عند الغرب وبعض العرب المرتزقة والكومبارس ، ويتفاخرون به بحجة مسرحية ” القضاء على الإرهاب ” .
فما يحصل اليوم من قمع وإضطهاد عنصري ضد مسلمي الأورومو في أثيوبيا فاق وتعدى الحدود الإنسانية ، وفي تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية أشار إلى ان السلطات الأثيوبية تستهدف وتمارس التعذيب والقتل بحق أكبر قومياتها من الأورومو ، والذي يمثل المسلمون أغلبيتهم الساحقة ، وأشار التقرير أيضا إلى أن ألالاف من أفراد الأورومو المسلمين يتعرضون بإستمرار لعمليات توقيف تعسفية ، وإعتقالات طويلة المدى دون محاكمة ويختفون بظروف غامضة ، ويتعرضون للتعذيب بشكل متواصل ، وإعدامات خارج نطاق القضاء ، والتهجير إلى كينيا وأوغندا .
فما يحدث ويحصل لمسلمي الأورومو اليوم يفوق ويتعدى حالة العقل الطبيعي ، فما تقوم به الأقليات المدعومة من قبل السلطات الأثيوبية من سلب وإستيلاء وتدمير لأراضي المسلمين ، وقتل للحوامل وإقتحام للمستشفيات وعيادات المسلمين وتدميرها بشكل وحشي وتصفية المرضى والجرحى ، والقتل بالخناجر والسكاكين والأسلحة الرشاشة ، والحرق والإبادة الجماعية ، وحصار قرى المسلمين بالكامل ومنع الأكل والشراب عنهم ، ما هو إلا بداية أو بالمعنى الصحيح أعلان الحرب على مسلمي أثيوبيا بالكامل .
وتعتبر الأورومو أكبر قومية عرقية في أثيوبيا ، ويبلغ عددها حوالي 40 مليون نسمة ، وتشكل %45 من سكان أثيوبيا البالغ عددهم 77 مليون نسمة حسب أخر إحصائيات رسمية 2007 ، ولديهم لغتهم الخاصة المختلفة عن لغة الأمهرية اللغة الوطنية الرسمية ، وتقدر نسبة المسلمين في أثيوبيا %80 ويعيش أغلبهم تحت خط الفقر ، وتفتقد قومية الأورومو جميع الحقوق السياسية وحرية التعبير والحركة وحرية التجارة وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات .
والسؤال المطروح أين ذهبت المساعدات المالية والتي تقدر بالملايين تحت إشراف عصابة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والجمعيات الإسلامية المزدوجة ، وأين اختفى دور جامعة الدول العربية وعلماء المسلمين ومنظمة علماء المسلمين في إبراز قضية مسلمي الأورومو ومعاناتهم اليومية ، وهل سيأتي يوما ما ويصبح فيه المسلمين أقليات في أوطانهم ؟