احمد الصراف

محنة «الخاص»

الكويت، حسب كل مؤشرات الكرة الأرضية، دولة طاردة للأجانب، وبالتالي من العبث الحديث عن تحويلها لدولة سياحية، والحلم بجذب 30 مليون سائح لها مع عام 2035، ولا حتى عام 2900، من غير تغيير جذري في الكثير من القوانين المعرقلة، وطريقة عمل الإدارة الحكومية. فالكويت، إضافة لجفافها الثقافي، بسبب سياسات المنع والتحريم، وافتقادها أماكن الترفيه، وانحصار التسلية في الأكل، وما يتبع ذلك من امراض، فإنها أصبحت دولة لا تعطي التعليم ما يستحق من أهمية، ولحق الأذى حتى مدارس القطاع الخاص، وبالذات بعد سيطرة التيار الديني على التعليم مع منتصف الثمانينات.
ولو سألت أي أستاذ مخضرم في جامعة الكويت عن مستوى طلبته، لاشتكى مر الشكوى من التدني الشديد لمخرجات التعليم الثانوي، وبالتالي الجامعي، وظاهرة النجاح بـ«القوترة» وغيرها من الوسائل. متابعة قراءة محنة «الخاص»

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

حكومة.. بلا مسؤولية

من أساسيات الفكر الدستوري قاعدة مهمة وشهيرة، وهي: على قدر السلطة تكون المسؤولية، ومن ثم فإن تولي المسؤوليات والمناصب العامة في الدولة يتبعها تحمل التبعة والمسؤولية، وهو مبدأ إسلامي مستقر في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَع.يَّت.ه.، الإ.مَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَع.يَّت.ه.، وَالرَّجُلُ رَاعٍ ف.ي أَهْل.ه. وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَع.يَّت.ه.، وَالْمَرْأَةُ رَاع.يَةٌ ف.ي بَيْت. زَوْج.هَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَع.يَّت.هَا، وَالْخَاد.مُ رَاعٍ ف.ي مَال. سَيّ.د.ه. ومَسْؤولٌ عَنْ رَع.يَّت.ه. ـ قَالَ: وَحَس.بْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ ف.ي مَال. أَب.يه. وَمَسْؤولٌ عَنْ رَع.يَّت.ه. ـ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَع.يَّت.ه.».. وهذا تدرج واضح في درجات المسؤولية وطبيعتها.
ولم تغفل الأنظمة الدستورية والقانونية هذه الحقيقة، فسطرت نصوصها وأحكامها هذه المسؤولية ورسمت حدودها، وصارت تلك أحد ملامح البناء السياسي والإداري في تنظيم الدول والمجتمعات قديمها وحديثها. متابعة قراءة حكومة.. بلا مسؤولية

حسن العيسى

ديرة لايصة

طبعاً نحبط ونيأس وتغلي في أنفسنا كلمات وعبارات مثل “ماكو فايدة، وانفخ ياشريم، وهذا سيفوه…”، وغيرها من حكم وأمثال شعبية يكررها ويعيدها الكثيرون من المهمومين بمأزق الدولة مع سياسييها وأصحاب الأمر والنهي فيها بالأمس واليوم والله العالم إلى متى.
من جملة الأخبار، المثيرة للغثيان، مع أنه من المفروض اعتيادنا على مغثة الفشل السياسي والإداري بدولة “واو” الواسطة وترسيخ الفساد، مثل خبر تصريح رئيس لجنة الميزانيات السيد عدنان عبدالصمد بأن الحكومة لم تفعل شيئاً لترشيد الإنفاق، وأن خفض المصروفات كان بنحو نصف في المئة فقط، وتلك حدثت بفعل مصادفة نزول أسعار النفط وليس بحصافة الجماعة!
إذاً ما جدوى وما معنى كل ذلك اللغو الفائت والتصريحات المكررة من وزراء البشوت عن تقليص الإنفاق وترشيد الاستهلاك في أخطر أزمة مالية تواجهها الدولة منذ لحظة تصدير أول برميل نفط؟! يكفي أن نعرف حجم الفشل المربع في إدارة الدولة حين ندرك أن “معاليهم وسيادتهم” كي لا يفلسوا من عملة المقايضات وتبادل المنافع “أي رشاوي سياسية” لشراء الولاءات وترسيخ الشعبويات بدلاً من إصلاح نظام العلاج بالخارج أو إلغائه تماماً، وإنشاء مؤسسات صحية في الداخل، تحل مكانه، آثرت الحكومة تخفيض تكلفة العلاج بالخارج إلى درجة غير معقولة، مع الإبقاء عليه ليظل الباب مفتوحاً من أجل “خشمك واذنك…” في سوق الواسطات وتوارث المحسوبيات والفساد. متابعة قراءة ديرة لايصة

إبراهيم المليفي

مناورات «شد الأحزمة»

الدفاتر الجديدة والصفراء تقول كلاماً واحداً على ألسنة ووجوه مختلفة، كلما كنا تحت الخطر سرنا أو بشكل أدق ساروا بنا نحو كلام العقل، وما إن يزول ذلك الخطر والناس مشغولة بمناورات “شد الأحزمة” استعداداً للأيام الصعبة، حتى تلفّ الحكومة مقود الدولة دورة كاملة لتأخذ الطريق العكسي وتسير نحو كلام “الحال السايب”. الدفاتر الجديدة والصفراء تقول ذلك.
كم مرّة انخفضت فيها أسعار النفط! وكم مرة سمعنا عن شعارات الترشيد وتنويع الدخل وضرورة إيجاد المصادر البديلة! وكم مرة انسحبت الحكومة من ساحة المواجهة مع المورد الوحيد الناضب، وتركت الخبراء والمطبلين ضحية “قباقيب” من صدقوا سياسة الإنفاق الموءودة! لا داعي للعد لكثرتها. متابعة قراءة مناورات «شد الأحزمة»

عادل عبدالله القناعي

الإرهاب بنكهة أمريكية

ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من العرب والمسلمين ؟ قد يتساءل البعض عن دور أمريكا الخبيث خاصة في العالم العربي والإسلامي ، ويتساءل أخرون لماذا كل هذا القتل والدمار وتشريد الملايين في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وفلسطين وكثير من الدول العربية والإسلامية ، فهل تم دراسة وتحليل ومعرفة أسباب هذه الكوارث والمصائب التي أجتاحت أمتنا العربية والإسلامية ! أم أكتفت أنظمتنا العربية بالمزاعم والأكاذيب الأمريكية بأن ما يحدث ما هو إلا إرهاب إسلامي يراد به زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية ، وبالمقابل لا يخفى على أحد بأن أمريكا هي الداعم الأول والأساسي لأعمال الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي ، ولا سيما إن منطقة الشرق الأوسط تمر الآن بأسوء مراحلها المعقدة سياسيا ، فبعد ثورات الربيع العربي اشتد جنون الولايات المتحدة الأمريكية من عدم تنفيذ وتطبيق أجنداتها المخططة لها سابقا ، وخاصة في مصر وتونس حين اعتلت جماعة الأخوان المسلمين الحكم ، وبدأت بوضع أهدافها من خلال تطبيق السيناريوهات المعتمدة والمعدة سابقا بتسيير الجماعات الإرهابية المدربة والمصنعة في البيت الأبيض وإسرائيل ، وذلك لتنفيذ خططها الإرهابية ” طويلة المدى ” في المنطقة . متابعة قراءة الإرهاب بنكهة أمريكية

غنيم الزعبي

شعرتان في الرأس

سجل عندك 500 دينار ايجار شقة 200 دينار قسط سيارة 180 دينارا راتب خادمتين 50 دينارا تموين 400 دينار «تلهفها» منك الجمعية وتجعلك تخرج من الجمعية تكلم نفسك «ليش هالفاتورة؟ أنا شنو شريت؟).

و200 دينار دروس خصوصية وأيضا سجل عندك «خرابيط» وطلبات المدارس 30 إلى 40 دينارا.
كم صارت الحسبة؟ 1520 تقريبا، طبعا هذا غير مصاريف ملابس الصيف والشتاء والمدرسة ومرة أو مرتين بالشهر تطلع العائلة كلها في نزهة خارجية في أحد المولات العملاقة التي نادرا ما تخرج منها دون أن «تقط» 50 دينارا أو أكثر. متابعة قراءة شعرتان في الرأس

محمد الوشيحي

بقايا قلم هيكل

مات أخيراً أفضل مَن يطلق المصطلحات فيحفظها الناس ويتداولونها. مات صاحب مصطلح “مراكز القوى” الذي ارتد عليه وسُجِن بسببه، باعتباره أحد هذه المراكز. مات الذي دلّع الهزيمة المخزية وأعطاها اسماً وردياً، “النكسة”، وما زال هذا المصطلح يُتداول حتى اللحظة.
مات الذي يقال إنه أول مَن استخدم لقب “زعيم الأمة” وأطلقه على عبدالناصر. مات مؤلف شعار “ما أُخِذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”. مات الذي انقلب على مَن غمروه بجميلهم (مصطفى وعلي أمين). مات الذي كتب مقالة في مجلة “آخر ساعة” حتى امتلأت، وأكمل بقيتها في جريدة أخبار اليوم، وكان الناس يتنقلون ما بين هذه وتلك لقراءة ما كتبه.
مات الذي كانت نشرات الأخبار، في عهد عبدالناصر، تقرأ مقالاته للمشاهدين. مات الذي كانت شوارع مصر، في أيام الجمع، تستيقظ على صراخ باعة الصحف: “اقرأ هيكل… اقرأ هيكل”. متابعة قراءة بقايا قلم هيكل

احمد الصراف

الدم الأحمر

يتكون الدم في جسم الإنسان من خلايا دم حمراء وبيضاء وصفائح، ووظيفته نقل الغذاء والأوكسجين والهرمونات وغيرها إلى أنسجة الجسم، وتبلغ حرارته 37 مئوية.
عرف الإنسان كيفية نقل الدم من شخص إلى آخر عام 1616، عندما اكتشف الطبيب الإنكليزي وليم هارفي William Harvey الدورة الدموية. ولكن العالم لم يعرف سبب موت بعض من نقل الدم لهم، وبقاء آخرين أحياء، إلا عام 1901 عندما اكتشف النمساوي كارل لاندشتينر Karl Landsteiner أن لكل إنسان فئة دم قد لا تتطابق بالضرورة مع غيره. وأن رفض أي جسم لفئات دم مخالفة يعود إلى أن فئات الدم تنتج أجساماً مضادة لفئات الدم الأخرى. وبالتالي، فنقل دم بموروثات معينة لشخص تختلف موروثات دمه ستتسبب حتماً في وفاته، ولهذا نجد أن فئة الدم O لا توجد فيها مور.ّثات إطلاقاً، فيكون صالحاً لنقله للجميع، ولكنه لا يأخذ إلا من فئته. متابعة قراءة الدم الأحمر

سعد المعطش

الجملة الناقصة

كثير من الأقوال تعجب من يقرأها وهذا أمر طبيعي فقد قيل قديما «إن من البيان لسحرا» لأن اختيار الكلمات قد تكون هي حجتك لإقناع الآخرين وكما يقال باللهجة الشعبية: «الحق البين يبي لسان لين» ويقصدون لسانا يعرف كيف يطرح قضيته أو كما يحب أن يقول البعض: «الحقوق تبي حلوق» يقصدون أفواها تعرف كيف تتكلم وليس «حلوقا» للصياح.
ولكن آفة تلك الأقوال والأمثال هو بترها حسب أهواء من رددها على مسامع الآخرين، فمن ضمن أشهر الأقوال التي يعرفها ويرددها الجميع مقولة «ارضاء الناس غاية لا تدرك» ولكن القلة القليلة من يذكرها كاملة ويتجاهلون تكملتها التي تقول: «ورضى الله غاية لا تترك».

كلنا نسمع بمن يطالب بفصل الدين عن السياسة وهم بمطالبتهم يحاولون إيهام الناس بأنه يجب على رجال الدين عدم الخوض في السياسة ولنفترض أن مطالبتهم حق يجب أن يؤخذ به ولكننا نشاهد أن اغلب رجال السياسة هم من يتدخلون في الدين ويتكسبون من خلاله. متابعة قراءة الجملة الناقصة

يوسف عباس شمساه

بلاعة البيزة العصرية

انتشرت في الكويت سابقا، بين الأطفال تحديدا، “بلاعة البيزة”، التي كانت عبارة عن حصالة نقود على شكل تمثال لشخص أسود يمثل الطبقة المستعبدة قديما، ذي فم كبير بابتسامة عريضة، يغلب عليها طابع الجمود، توضع قطعة نقود في يده الممدوة ويحرك المفتاح خلف ظهره، كي يشرع هذا التمثال “ببلع البيزة” إلى بطن حاضن لها، لا تمكث فيه فترة، حتى تختفي ويختفي معها صوت رنينها، وتبقى الابتسامة خلابة، بثباتها وعرضها، وهي تلتهم نقود الأطفال من دون تمكينهم من السؤال عن حالها أو معرفة مصيرها.
متابعة قراءة بلاعة البيزة العصرية