أعرب أحد قادة تيار الإخوان المتأسلمين، عبر عدة تغريدات، عن صدمته من التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري السيسي، بخصوص معالجة مياه الصرف الصحي بتقنية ثلاثية، بحيث تكون صالحة للشرب، وكيف أن معالجة مليار متر مكعب سنوياً ستحقق الكفاية في مياه الشرب لمصر، لتعويض الانخفاض الحاد في منسوب مياه النيل، بعد قيام أثيوبيا ببناء سد النهضة.
وقال الصديق إن التغريدات ورد فيها: «اشتهر في الماضي مقولة إن مصر هبة النيل، واليوم استبدل المصريون العبارة فقالوا مصر هبة المجاري». وقال «الله يرفع عنهم ولا يبتلينا بما ابتلاهم به»، موضحا في تغريدة ثالثة: «تكلم السيسي عن تكرير مياه المجاري ثلاثياً، وأن المصريين سيشربونها، وأخشى أن يكون غلطان.. ففي الكويت تحذّ.ر الوزارة من أن هذه المياه غير صالحة للبهائم»! متابعة قراءة مياه ثلاثية الأبعاد!
الشهر: فبراير 2016
محمد الخالد وموقف البخلاء
هناك مفردات عربية كثيرة كنت اعتقد أنها لا تحتاج للشرح لأنه ليس لها إلا معنى واحد وعلى سبيل المثال لا الحصر معنى كلمة «الكرم» ولكن اتضح أن تلك المفردة يجب أن تدرس للبعض لأنه لا يعرفها ولم يسمع بها أبدا. للعلم مفردة كريم أو كرم تزعج من لم تكن في قاموسه أو قاموس «اللى خلفوه» ولم يجد أنها طبقت في منزله بل إنه يكره كل من تكون به تلك الصفة لأنها صفة لا تكون إلا في اشخاص تربوا على الكرم، لذلك تجد أن البخلاء يكرهون الكرماء لأنهم يشعرون بعقدة النقص لعجزهم عن أن يكونوا مثلهم.
لقد لام البخلاء نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على كرمه واتهموه بالإسراف بدعوته لضيوفه في مخيم وزارة الداخلية بالسالمي، وهذا اللوم أمر طبيعي منهم لأن آباءهم لم يعودوهم على معرفة معنى «الضيفة والضيوف» فمن شب على شيء شاب عليه وأجزم بأن من لاموه لم يسمعوا بقصة ضيوف سيدنا ابراهيم عليه السلام حين اتاهم بعجل حنيذ وهي أول قصة كرم ذكرها القرآن العظيم، فهل سيطلق بعضكم صفة الاسراف على خليل الله فهو قدّم عجلا سمينا بأكمله لضيوفه القليلين؟! متابعة قراءة محمد الخالد وموقف البخلاء
الهند بلا مقدمات
ترتفع عالياً لوحة رخامية صغيرة، لن يلحظها أحد بسهولة، على مسجد السوق الكبير، في وسط الكويت العاصمة، مكتوب عليها العبارة التالية: “دائرة أوقاف الكويت العامة (السوق)، أسس هذا المسجد محمد بن حسين بن رزق سنة 1209 هجرية، جدد بناءه يوسف آل صقر بمعاونة بعض محسني الهند سنة 1255 هجرية، جدد بناءه دائرة الأوقاف سنة 1373 هجرية”.
بالطبع ما يلفت الانتباه هنا هو أن “بعض محسني الهند” جادوا بما لديهم لدعم ترميم مسجد في الكويت. وبالطبع الشكر كل الشكر لذلك الإنسان المجهول الذي حرص على أن تستمر هذه القطعة الرخامية الصغيرة بحجمها والكبيرة بمعناها، ولم يهشمها أو يكسرها انتقاماً من ماضٍ، يمجدونه بالنهار، ويدمرونه بالنهار أيضاً.
في الهند أكثر مما في غيرها، يطلق عليها “درة التاج”، وقال فيها الكويتيون الأوائل: “الهند هندك إذا قل ما عندك”. متابعة قراءة الهند بلا مقدمات
المبادرة السعودية – الإماراتية الذكية
لا يحتاج أحد لذكاء شديد لمعرفة ان الأمور في الباطن تختلف تماما عن الامور في الظاهر بالمنطقة، وأن تمدد تنظيم داعش اللقيط الذي لا يتبناه أحد في العلن، ويدعي في المقابل الجميع محاربته وخلقه لامبراطورية لا تغيب عنها الشمس تحت شعارات المحاربة تلك التي لا يمكن ان تكون وليدة المصادفة، فالتنظيم والجهلة من منضويه لايصنعون الأسلحة والذخيرة والمركبات والدبابات التي يلمع حديدها وطلاؤها الجديد تحت اشعة الشمس، كما لا يستطيع احد فهم سر تسليم جيشي المالكي والاسد أراضي العراق وسورية الشاسعة وأسلحة جيشيهما الحديثة دون حرب لقوى التنظيم، كما لم يفهم احد كذلك كيف انتقل ذباحو التنظيم ومخرجو ومصورو جرائمه ومعداتهم الضخمة خلال ايام قليلة من بادية الشام، حيث أحرقوا الطيار الاردني معاذ الكساسبة، لشواطئ ليبيا، حيث نحروا وصوروا الاقباط المصريين، فواضح ان ذلك الانتقال لا يمكن أن يتم إلا في طائرات ضخمة تقلع وتهبط من مطارات معروفة وبعلم سلطات الأجواء التي تمر بها تلك الطائرات وإلا أنذرت وأسقطت! متابعة قراءة المبادرة السعودية – الإماراتية الذكية
وزير التجارة غافل عن محتالي أنشطة التسويق العقاري
كانت هناك عدة حالات نصب في الكويت في السابق. منها شركة أغذية اسمها «هبتكو» كانت توعد الناس بأرباح خيالية، ثم هربوا باموالهم. ويقوم المحتالون بالعمل في الكويت باستخدام التراخيص والطرق الرسمية. ثم في نهاية المطاف يهربون الى خارج الكويت، وياكلون اموال الناس بالحرام. لذلك يكون السؤال: ما دور وزارة التجارة في إيقاف هذه الحالات وحماية اموال الناس؟
ينحصر دور وزير التجارة حالياً في منح التراخيص من عدمها. وهناك شروط للعديد من التراخيص، وليس من الصعب استخراجها. ولن يستطيع الوزير منع التراخيص بحجة الاشتباه بالنصب الا في حالة وجود سوابق على اصحاب الترخيص. لكن الدور الثاني لوزارة التجارة هو مراقبة الاعمال التجارية للشركة ومطابقتها مع البيانات المالية. وتوجد سلطة للوزارة في مراقبة الدفاتر التجارية للشركات. لذلك يجب على الوزير إعطاء أوامر مباشرة بالتدقيق على البيانات المحاسبية والدفاتر التجارية والحسابات البنكية. ثم يجب مطابقة تلك الحسابات مع طريقة العمل. متابعة قراءة وزير التجارة غافل عن محتالي أنشطة التسويق العقاري
أنا الجاهل
اعتبرني أحدهم، في مقال له، جاهلاً في الدين، ولست بناكر ذلك، وبالتالي من حقي أن أصفه بالجاهل بالتاريخ وبحقوق الإنسان، وبأن من أصول دينه عدم الاتهام من دون دليل.
أولاً، الإلحاد لم يبدأ مع السوفيت، لينتهي بهم، يا مدعي المعرفة، فتاريخه هو بقدم الأديان نفسها. كما أن اتهام الناس بالكفر والإلحاد والهرطقة ليس أمراً جديداً، فقد كان سلاح العاجز طوال التاريخ، واستخدمه الطغاة والجهلة والسراق للتخلّص من خصومهم. فليس هناك أسهل من أن نتهم شخصاً ما بالكفر، لتقوم الغوغاء بالتخلص منه، لنكتشف تالياً أنه كان أفضل وأشرف من خصومه، ومن شاركوا في صلبه!
كانت هابيتا الإسكندرانية (540م) ربما أول فيلسوفة في التاريخ، وأول ضحية للتطرف الديني. كان لها باع في الرياضيات، وناقشت في محافل الإسكندرية حقوق المرأة، وقالت إن رجال الدين يفسرون الكتاب المقدس لمصلحة الرجال، فحرض رجال الدين الرعاع ضدها، فقُتلت. وقال المؤرخ ترتليان إن أفكارها الفلسفية لن تموت بموتها. متابعة قراءة أنا الجاهل
حول مذكرة الغرفة
لا جديد في مذكرة غرفة التجارة عن الأزمة الاقتصادية، فالمذكرة تؤكد كلاماً قديماً ومكرراً في عجز السلطتين عن مواجهة الأزمة ومصارحة الشعب بالحالة الكسيفة للدولة، العناوين التي وردت في المذكرة، مثل هيكلة المالية وقصر الدعم على مستحقيه، وغياب النظام الضريبي، وهيمنة القطاع العام على الاقتصاد، والاستشهاد بالتجربة السنغافورية، وفشل النظام التعليمي بالدولة لأربعة عقود في خلق الإنسان المنتج، كلها أفكار كتبت وأعيدت كتابتها وتداولها مئات إن لم يكن آلاف المرات، لكن لا أحد يسمع ولا أحد يقرأ، ولا أحد يقلق على الغد فيما لو تدهور سعر برميل النفط، والغد أصبح حاضراً اليوم، ومع ذلك “الجماعة” في السلطتين على “حطة ايديكم”. متابعة قراءة حول مذكرة الغرفة
في بيتنا ملحد
كنت أتوقع أن الإلحاد والشرك بالله انتهيا مع نهاية الاتحاد السوفيتي وثورة الشعوب السوفيتية على النظام الشيوعي وكفرها به، بعد أن عانت منه قرابة السبعين عاماً، ذاقت فيها الويل من تخلّف وفقر ونظام دموي لم يفلح إلا في صنع آلة القتل والدمار! إلا أن بعض زملائنا الكُتّاب ومدعي الثقافة، يأبون إلا أن يذكرونا بأفكار ماركس ولينين، اللذين تبنيا فكرة «الدين أفيون الشعوب»، فتراهم يحاربون الدين في كل شاردة لهم وواردة! وبالأخص الإسلام، الذي وضعوا مبادئه ودعاته نصب أعينهم، فبدأوا بالتشكيك في العقائد والأفكار، ويلتقطون تصرف شيخ هنا ومقالة شيخ هناك ليبنوا عليهما أفكارهم بتشويه الدين والدعاة إليه!
من الأفكار القديمة- الجديدة التي بدأ أحد هؤلاء الرفقاء إثارتها في أكثر من مقال، أن الدين لا تجديد فيه، وأن المسلمين يدّعون اكتمال الدين قبل 14 قرناً، إذن تكرار الأفكار الدينية سيكون مملاً، لأنها لا جديد فيها! وهذا طبعاً تشويه وتضليل مارسه عتاة الملاحدة منذ عقود. صحيح أن الدين اكتمل، لكن اكتماله في الأصول والعقائد والعبادات، التي ممكن أن نستخلص منها أحكاماً وقوانين مستحدثة، وتصلح لكل زمان ومكان. فإنكار الرسول- صلى الله عليه وسلم- لمن قَتل من قال أشهد «أن لا إله إلا الله»، ممكن أن يقاس عليه ما يفعله «داعش» اليوم من جرائم. وصلاة المسافر على الجمال، تقاس عليها صلاة المسافر على الطائرة. وحديث «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها»، يقاس عليه استخدام الأجهزة والأدوية والوسائل المستحدثة اليوم.. وهكذا ممكن من النصوص الثابتة منذ أربعة عشر قرناً، أن أستخلص رأي الدين في ما نواجهه اليوم من أمور الحياة وتطورها! وقد قال العلماء: إن الإسلام أرسى قواعد تصلح لحل كل مشكل في العصر الحديث، لعل منها قاعدة: «لا ضرر ولا ضرار»، وقاعدة: «كل ما ليس عليه أمرنا فهو رد»، خصوصاً في العبادات، وقاعدة «إنما الأعمال بالنيات…».. وهكذا، إلا أن مدعي الثقافة يجهلون كل ما يتعلق بالدين، ويستنبطون فهمهم مما يكتبه خصوم الدين عنه، كما نقرأ ذلك واضحاً في مقالاتهم، حتى عندما انتقد أفكار الشيخ الغنوشي، بنى انتقاده من مقالة لكاتب تونسي لم يذكر حتى اسمه أو مرجعه! متابعة قراءة في بيتنا ملحد
مسلم البراك..«يبي يسجني؟!»
قبل حوالي اسبوعين، طرق باب بيتي مندوب المحكمة الكلية ليسلمني ورقة تدعوني لحضور وسماع اقوالي في قضية «جنائية» تحمل رقم 15000255.
قضية جنائية! شسويت؟! هكذا راودني السؤال.. استلمت الورقة من فوري ورحت اطالعها بعين متفحصة، ابتسمت، ثم طويت ورقة المحكمة على ايقاع اعصابي التي بدأت ترتخي شيئا فشيئا، وعرفت حينئذ ان رسالتي قد وصلت.. انها قضية جديدة مرفوعة من النائب السابق مسلم البراك على خلفية مقال كتبته في القبس بعنوان «بعد عامين ونصف على خطاب مسلم البراك». لكن الفرق بين القضايا القديمة والقضية الجديدة ان «بوحمود» ومحاميه أراداها «جنائية» هذه المرة.. هكذا اتخذ قراره وهو يقبع خلف قضبان السجن، يعني بالكويتي الفصيح: «يبي يسجني وهو بالسجن!»، انه «ضمير الأمة» الذي شكك في القضاء يوما، وطعن بذمم الشرفاء منهم، ها هو يلجأ اليهم الآن، الى ملاذ أهل الكويت وحصنهم الحصين.. قضائنا الشامخ الذي يعتز به سمو الامير حفظه الله ورعاه وأهل الكويت جميعا.. ولا نملك اليوم سوى ان نقول اعانك الله يا «بوحمود»، والله يفك عوقك، ويهديك.. واليك مرة اخرى ذلك المقال «العزيز» كما نشر في القبس بتاريخ 2015/6/14: متابعة قراءة مسلم البراك..«يبي يسجني؟!»
الخطاب الديني بين الواقع والخداع
جميل ورائع أن تسمع وتتعظ حين يتكلم إمام المسجد في صلاة الجمعة أو في إحدى المحاضرات عن أركان الإسلام ، وأهمية الصلاة والصيام والزكاة وأهمية الأخلاق والترابط وصلة الرحم وزيارة المريض وعدم الإسراف ، حتى وفي بعض الأحيان وصل الأمر لبعض أئمة المساجد أن يخوضوا في الحديث عن تمجيد الحكام ، وإطاعة أوامرهم ، والسير ورائهم حتى لو كان هؤلاء الحكام مجرمون ، وديكتاتوريون ، وقتلة ، ولكن ألا يعلم هؤلاء الأئمة ما يحدث ويحصل في عالمنا العربي ، أم إنهم مغيبون ، وفاقدون للوعي والإحساس ، ألا يعلموا بإن إنتكاسة وضياع بعض الدول العربية من نتيجة أفعال حكامها وقادتها ، فالأمة العربية تنهار وتئن وهؤلاء الأئمة يغيبون الناس ، ويصمتون ويغلقون آذانهم عن ما يحدث ويجري في أمتنا العربية ويتركون الحديث عن القضايا المحورية والأساسية التي تمس الشعوب الإسلامية ، ألا يعلموا بأن اليمن أصبح غير سعيد ، والعراق فرقته الحروب الأهلية ، وسوريا أهلكها النظام الأسدي والتنظيمات الإرهابية كداعش وحلفائها ، وليبيا أصبحت ممزقة والإرهاب بدأ يضرب عمقها الإستراتيجي ، وفلسطين ما زالت تعاني من إرهاب وجرائم مجرمي الكيان الصهيوني .
وبالمقابل نحن ضد من يجيش شباب الأمة العربية على منابر المساجد بإستخدام مصطلحات جهادية ثأرية تتوسطها منابع الفتن والطائفية البغضاء كالذهاب إلى الجهاد ومحاربة أعداء الأمة ، أو أن تستخدم المنابر لأصحاب الفكر المتطرف المنبوذين فكريا وإسلاميا ، وكذلك تحريض الشباب على العنف وزرع الأفكار الجهادية ، لأن هناك قوانين أمنية لابد أن يتبعها كل إنسان في بلده ، فالرقابة المعتدلة على المساجد لا تمنع توعية الناس عن ما يجري حولهم من قضايا تمس الأمة العربية والإسلامية ، بشرط أن لا تتعدى ضوابط الفكر الإسلامي المعتدل . متابعة قراءة الخطاب الديني بين الواقع والخداع