الحمد لله. كنت أخشى أن يُدان أحد المسؤولين في الكويت، على ضوء القضية التي عُرفت باسم “طوارئ الكهرباء 2007″، والتي كلفت الدولة نحو نصف مليار دينار، وكلفت الشعب انقطاع الكهرباء، والتمتع بشمس الصيف من دون كهرباء، وجهاً لوجه، ومان تو مان. لكن رحمة الله عمّت مسؤولينا وشملتهم، بعد تسع سنوات من المحاكمات، وتبين أن أحداً لم يسرق هذه الأموال، ويستغل معاناة الشعب، لذلك حصل المعنيون، كلهم، على البراءة. يا ما أنت كريم يا رب.
يبدو أن الفلوس هي التي طارت بمجهودها الفردي. فالفلوس ورق، والورق يطير في العاصفة، والكويت كانت تحت العاصفة. هذه هي الحكاية.
ومسؤولونا يتم انتقاؤهم بالفرازة، والفرازة مولينكس، مكفولة ومضمونة. لذلك مازالت الكهرباء تتدلع علينا وتشح بوصلها، ليقينها بأننا نحبها. والشاعر يقول: “لذة الحب بالشيء القليل”.
وكان عبد الناصر قد شكّل حكومة لم تعجب كامل الشناوي، فكتب الشناوي قصيدة، جاء فيها:
دعمتها بالواهنين وصنتها / بالضائعين لكي تطيل بقاءها
إن كان هذا للبقاء فيا ترى / ما كنت تفعل لو أردت فناءها
وبلغ عبد الناصر خبر هذه القصيدة، فقهقه بصوت عالٍ، وراح يرددها في مجالسه.
وفي الكويت لا يوجد من يستحق الحقيبة الوزارية، والمناصب العليا، إلا مجموعة مقربة من أصحاب القرار. ومعاذ الله أن تقع الكويت في أخطاء الدول الأوروبية، فتبحث بين أفراد شعبها عمن يمكن أن يطور ويخطط وينفذ بعقل وحب، فتعيّن سائق تاكسي وزيراً، على سبيل المثال والخبال، كما فعلت ألمانيا، عندما اختارت سائق التاكسي، يوشكا فيشر، وزيراً للخارجية، فنقل السياسة الخارجية الألمانية من حال إلى حال.
لم نصل إلى هذه الدرجة من الهبل. وكل ما نحتاج إليه هو سك نقود بلاستيكية لا تتطاير في الهواء. بس.