ديرتنا غريبة وعجيبة ، تجد فيه المواطن في كل حدث ، يحلل ، ويفسر ، ويناقش ، ويضع الحلول ، في الرياضة رياضي ، في السياسة سياسي محنك ، في الإقتصاد إقتصادي ومليونير ، في الإجتماع .. إجتماعي !
الشعب “بتاع كلوو” ، يا حكومة .. عندج شعب عالوحدة ، موجود في كل الأحوال والمشاكل.. الخطيرة والعادية ، المتينة والضعيفة !
بلد جميل ورائع ، عدد الكتاب أكثر من عدد السكان ، الكل يكتب لا تعرف من الذي سيقرأ ! وحتى محللين الكرة أكثر من عدد اللاعبين أضعاف المرات !
شعب لا تعرف ماذا يريد ، تجاهلوا أعمالهم الأساسية وأصبحوا يتابعون أحداث الوطن الصغير ، لدرجة أن أي حادث مروري بسيط على أطراف الحدود ، تجد كل الكتاب والسياسين والرياضيين والإقتصاديين والعسكريين والأطباء وحتى الوافدين “خربناهم” ، الجميع يتحدث ويحلل ويفسر هذا “الحادث المروري” على طريقتة وبالكيفية التي يراها !
بلد جميل ورائع .. ولكن !
نسينا وتجاهلنا وتركنا أجمل شيء ، نسينا من هم أحق بالمتابعة والنصح والمراقبة ، نسينا أبناءنا وبناتنا ، وتجاهلنا بقصد أو بغير قصد ، واجباتنا إتجاههم ، وأهملنا توجيههم وتربيتهم على النحو الصحيح ، لقد أصبحوا يتابعون الأحداث مثلما نفعل ، أصبح الجيل الحاضر جيل قليل الحركة بطيء التفكير ، يعتمد إعتماداً كلياً على التكنولوجيا الحديثة للحصول لكل مستلزماته اليومية .. وهذا بالطبع نحن من تسبب به !
جميع القنوات بلا إستثناء الرسمية وغير الرسمية أصبحت سياسية ، لا نجد دور للإعلام في تعليم وتثقيف وتوجيه الأبناء كالماضي ، لا يعقل في بلد جميل كالكويت ، لا تجد قناة واحدة تساعد الأطفال والأبناء لمعرفة عالم النبات على سبيل المثال أو عالم الحيوان ، وأصبحت البوصلة الإعلامية بإتجاه سيء ، وأصبح لا يخدم سوى ملاكه وبعض السياسيين !
الحديث يطول في هذا المجال ، والبحث أعمق بكثير من مقالة صغيرة تكتب هنا ، فهذه الدراسة تحتاج لفكر وثقافة وطنية وجهود “شبابية” لتنتزع وتنقذ هذا البلد الجميل الرائع من الغزو الفكري الذي طغى على أركان الدولة ، حتى أصبح بلد العجائب !
والله المستعان ..