لم أر أحدا في حياتي يقترب من الموت مثل صاحب ذلك التاكسي البرتقالي الذي وقف أمامي في الإشارة الأخيرة المتفرعة من شارع الغزالي والمجاورة لمنطقة الضجيج والتي تؤدي إلى مطار الكويت.
الزمن هو الثامنة مساء والتاريخ في منتصف الثمانينيات حين كنت أقف عند تلك الإشارة الضوئية وأمامي سيارة تاكسي حين مرّ أمامنا رتل طويل جدا من الشاحنات العملاقة التي كانت تحمل أشياء كبيرة جدا بعضها مغطى والآخر واضح للعيان.
وكانت ترافق تلك الأرتال دوريات شرطة في مقدمتها ومؤخرتها وواحدة تغلق الطريق لحين انتهاء الرتل من المرور وهو «لأسباب أمنية» لا يتوقف عند أي إشارة بل ينطلق بسرعة قصوى كأنه قطار طويل هارب.
بعد مرور ذلك الرتل الطويل لحقت به تلك الدورية وفتحت الطريق.
بعدها بثوان تحولت الإشارة إلى خضراء وعندها تقدم صاحب التاكسي ليعبر الطريق عندما خرجت شاحنة على ظهرها دبابة من حيث لا نعلم وكأنها برق لامع وعبرت التقاطع من أمامنا بسرعة جنونية وكادت تلامس مقدمة ذلك التاكسي لولا أنه تدارك الأمر في آخر لحظة ولم يتقدم أكثر.
لو أنه تقدم اكثر من عدة سنتيمترات قليلة لطحنته تلك الشاحنة المجنونة.
والتي الظاهر أنها تخلفت عن الرتل كثيرا لسبب ما حتى أن دورية الشرطة اعتقدت أن الرتل انتهى من العبور ففتحت الطريق دون أن يدرك أن هناك شاحنة واحدة متبقية والتي كان سائقها يحاول اللحاق بالرتل ولا يهمه من في طريقه.
جمد صاحب التاكسي أمامي لعدة دقائق ولا ألومه فقد رأى الموت بعينه.
نزلت وتحمدت له على السلامة لم يرد علي فما زال مصدوما، تجاوزته ومضيت في طريقي.
نقطة أخيرة: عش حياتك كما تشتهي واترك عنك القلق والكآبة، فكل دقيقة تمضي عليك في هذه الدنيا وأنت تخرج النفس وتدخله هي نعمة من الله سبحانه، لا تفرط بها أو تضيعها.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً