بعد عقد الجمعية العمومية، أخيراً، في إحدى الجمعيات وموافقة 56 عضواً فقط من أصل آلاف المساهمين في المنطقة، تمت الموافقة على استثمار الجمعية وتحويلها إلى القطاع الخاص، قد يعطينا ذلك مؤشراً إلى بداية لمشروع جديد قد ينهي العمل التعاوني في الكويت قريباً، وقد يفتح المجال لتساؤلات عدة منها: هل كان مسلسل حل مجالس إدارات العديد من الجمعيات التعاونية، ولأسباب بسيطة لا تستدعي الحل.. هل كان ذلك لتمهيد الطريق لهذه الخطوة وهي تخصيص قطاع التعاونيات؟!
وهل المطلوب هو زعزعة الثقة في العمل التعاوني المثمر؛ الذي استمر لسنوات طويلة في الكويت، وأثبت أهميته لدى المواطن والمجتمع، وكان بمنزلة اليد اليمنى لبناء العديد من المشاريع الحيوية داخل المناطق السكنية، وساهم بشكل فعّال في دعم العمل الاجتماعي والصحي كذلك؟!
إنه من البديهي لدينا أن كل قطاع أو إدارة أو أي نظام لا بد أن يكون لديه العديد من الإيجابيات والسلبيات كذلك، ولكن وجود السلبيات لا يعني إلغاء النظام بأكمله.
ألا يدعونا وجود العديد من الإيجابيات في قطاع التعاونيات إلى إعادة النظر في قرار إنهاء نظام ناجح نسبياً دام لسنوات طويلة وتميزت به الكويت، على الرغم من أي ممارسات خاطئة قد تشوب ذلك، أسوة بأي عمل كان في أي قطاع آخر؟!
إن وزارة الشؤون بصرامتها المعهودة لم تتهاون ولم تتردد في تحويل 650 عائلة تقاضت المساعدات الاجتماعية إلى النيابة، وكذلك لم تتردد في تحويل العديد من الشركات الوهمية، أيضاً، إلى النيابة، ولكن المستغرب عدم تحويل ملف شبهة الاختلاسات المليونية في هذه الجمعية إلى النيابة، والاكتفاء بتحويلها إلى هيئة مكافحة الفساد، التي قد ينجو بها المتسبب في ضياع تلك الأموال.
وكذلك، قد يتساءل البعض عن سبب تراخي الوزارة في التدقيق على الحسابات والميزانيات لهذه الجمعية، وكيف تم اعتماد التقارير المالية لها خلال السنوات الماضية؟!
فإذا كانت السيطرة على الفساد في قطاع التعاونيات تعتبر صعبة التطبيق من قبل الوزارة حالياً، فكيف لها أن تسيطر مستقبلاً بعد خصخصة القطاع؟! وكيف لها أن تردع الزيادة المرتقبة في الأسعار، خصوصاً بعد رفع الدعوم وارتفاع أسعار الوقود؟! هل ستستطيع الوزارة حفظ حقوق المساهمين والمواطنين والأرباح السنوية لهم التي كان يكفلها اتحاد الجمعيات؟ وهل ستمنع جشع بعض التجار وتضع الضوابط التي تحمي المواطن والمقيم؟ وهل سيفقد المجتمع تلك المساهمات الفعّالة في تطوير المناطق السكنية ودعم الخدمات التي لن نراها مجدداً؟!
تساؤلات عدة تطرح نفسها.. باختصار.. الخصخصة.. هل هي بداية النهاية للعمل التعاوني في الكويت؟! ودمتم بخير.