انتشرت في الكويت سابقا، بين الأطفال تحديدا، “بلاعة البيزة”، التي كانت عبارة عن حصالة نقود على شكل تمثال لشخص أسود يمثل الطبقة المستعبدة قديما، ذي فم كبير بابتسامة عريضة، يغلب عليها طابع الجمود، توضع قطعة نقود في يده الممدوة ويحرك المفتاح خلف ظهره، كي يشرع هذا التمثال “ببلع البيزة” إلى بطن حاضن لها، لا تمكث فيه فترة، حتى تختفي ويختفي معها صوت رنينها، وتبقى الابتسامة خلابة، بثباتها وعرضها، وهي تلتهم نقود الأطفال من دون تمكينهم من السؤال عن حالها أو معرفة مصيرها.
متابعة قراءة بلاعة البيزة العصرية
اليوم: 17 فبراير، 2016
«البزازة كوندي والخياطة.. هيلاري»!
في تلك الخزانة «التاريخية» العجيبة المسماة بـ«يوتيوب» يوجد شريط – تستطيعون مشاهدته آلاف المرات دون أن تملوا – لوزير النفط الأسبق الراحل أحمد زكي يماني خلال مؤتمر صحافي قصير في العاصمة الدانمركية «كوبنهاجن» بتاريخ 2 نوفمبر 1973 أي بعد أسابيع قليله فقط على حرب أكتوبر المجيدة بين مصر والدول العربية وإسرائيل!
والآن.. ماذا قال الراحل يماني خلال كلمته البليغة تلك للعالم؟ يقول: «هل سيتحمل الاقتصاد الأوروبي والياباني انقطاع النفط السعودي عنه؟ قد تستطيع الولايات المتحدة أن تتحمل؛ لأن لديها مخزونا ربما يكفيها لأشهر عدة، لكن.. ماذا عن الباقي»؟!
يسأله الصحافي: «وماذا لو قررت الولايات المتحدة الأميركية احتلال السعودية ومنابع النفط»؟! فرد الوزير اليماني: «هذا احتمال وارد ولكنه احتمال انتحاري، إذ إن لدينا بعض المواقع النفطية الحساسة في راس تنورة سنقوم بتفجيرها فورا، وقبل ذلك سنقوم بتخفيض إنتاجنا النفطي بنسبة 80 % ونكتفي بـ20 % فقط»! فيرد الصحافي: «ولكنكم ستعانون من قلة الموارد حين تنتجون 20 % فقط من النفط»! فيرد اليماني قائلا: «حين نخفض الإنتاج سيشح المعروض ويرتفع سعر البرميل، الآن نحن نبيع البرميل بثلاثة دولارات، لكن في حال نقص المعروض سيرتفع السعر إلى 15 أو 20 دولارا أي أن الـ20 % ستكون أكثر فائدة لنا من الـ80 %، إنها سياسة العرض والطلب يا سيدي»! متابعة قراءة «البزازة كوندي والخياطة.. هيلاري»!
جهل وغرور.. وين تصرفها؟!
أن تكون جاهلاً فهذا، وإن كان عيباً في الإنسان، إلا أن علاجه ممكن بالتعلم والمعرفة، ولكن أن تكون مغروراً فهذا مرض لا يُرجى برؤهُ، فكيف إذا اختلط الجهل والغرور في شخص؟!
في مقالتي الأخيرة في هذه الزاوية، تحدثت عن أحد «الرفقاء» الذي حاول أن يحيي الفكر الإلحادي بانتقاداته المستمرة للإسلام وعقائده، وباستمرار ثنائه على أعداء هذا الدين وخصومه من الزنادقة وبعض اليهود والنصارى، لدرجة مدحه لحقوق الإنسان في إسرائيل أثناء قصفهم لغزة وتدميرها على من فيها! ويبدو أن تلك المقالة كشفت للقراء شيئاً من المستور الذي حاول بالأمس أن يتبرأ منه، ولكن الشمس لا يمكن أن تغطى بمنخل، فكتب تعليقاً كشف فوق الجهل غروراً يقتل صاحبه!
لقد تبنى الاتحاد السوفيتي منهج الإلحاد رسمياً بتصفيته كل علماء الدين وأماكن العبادة لكل الأديان، لدرجة أنه حوّل معبد المسيح المخلص في موسكو إلى مسبح، وحوّل مساجد آسيا الوسطى إلى مسارح وإسطبلات خيل! وأنا لم أذكر أن الإلحاد بدأ في الاتحاد السوفيتي، ولكنني قلت إننا كنا نأمل أن ينتهي بنهاية هذه الإمبراطورية التي كانت عنواناً للقمع وانتهاك حقوق الإنسان! متابعة قراءة جهل وغرور.. وين تصرفها؟!
تبيع النفط وتوزع الرواتب
“الدولة تبيع النفط وتوزع الرواتب”، هي عبارة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم التي اختصرت وضع الدولة الاقتصادي، هكذا الدولة الكويتية ومن برفقتها ومن في قالبها النفطي، دول تبيع النفط وتوزع الرواتب، فالعمارات الأسمنتية الطويلة الشاهقة بطول وعرض الدولة، تتحدى وتقزم الامباير ستيت وسيرز بمنهاتن نيويورك وشيكاغو وماليزيا واليابان، ولدينا كذلك مؤسسات عامة بها وزارات وهيئات وإدارات وبشر في مناصب عالية وبشر يداومون وبشر يوقعون ويخرجون ويتسكعون في شوارع السأم، وبشر يصرحون بكل مناسبة في دولة أضحت غير مناسبة، وبشر يرتدون البشوت و”يرتزون” للمنصات الإعلامية وتسير من أمامهم ومن خلفهم وعلى يمينهم ويسارهم سيارات سوداء ضخمة تطلق صافرات الهيبة والوقار المفروض، ونواب وصحافيون يصطفون لتحيتهم والسلام عليهم ويأكلون من الموائد العامرة بالقوازي وملحقاتها، وتلتقط صورهم من الإعلام المرئي والمسموع مثلما علمتنا الدولة من قوانين الجزاء الجديدة وهم في “بوزات” توزيع الابتسامات الدبلوماسية ويتكسبون الوجاهات والحيثيات الاجتماعية، فيقول عنهم “الرعية” في يوم ما للذكرى العظيمة: هذا معروف… هذا ولدنا بصوره الفظيعة تملأ أرواحنا السقيمة بلحظات بهجة عابرة وهو يأكل ويزرط اللحم والرز مع المسؤول الكبير “الوجيه” ابن الوجيه، لكن في النهاية هم أيضاً محشورون في دولة تبيع النفط وتوزع الرواتب. متابعة قراءة تبيع النفط وتوزع الرواتب
سورية والمعادلة الصفرية!
الحديث حول الوضع السوري يحمل حساسية مفرطة ليس في منطقة الخليج فحسب، بل على امتداد الإقليم العربي وربما الدولي، ولذا فإن البحث والتحليل والأماني في الأزمة السورية الدامية يأخذ منحى العاطفة والتعصب، وهذا بحد ذاته ينعكس على أرض الواقع، حيث الشراسة والفتك وانعدام الثقة من جميع المتحاربين مما يجعل أي رؤية متفائلة صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة. تجربة السنوات الخمس الماضية في سورية وتطور الأحداث وتعقيدها وامتدادها تعكس الجانب القبيح في هذه الأزمة التي تحطمت على أعتابها كل المحاولات والمساعي والجهود للوصول إلى نقاط للالتقاء والاحتواء، ولم تعد سورية إحدى حلقات الربيع العربي الذي مات وشبع من الموت، لكن سورية اليوم تحولت إلى معترك للصراع الإقليمي والدولي، ويبدو من تداعيات الأحداث وتصاعدها المستمر أنها ستكون ساحة لحرب عالمية يجب أن تنتهي لمصلحة فريق واحد، أو ما تعرّفه بعض نظريات السياسة الدولية بـ”المعادلة الصفرية”، والمعادلة الصفرية تعني خسارة أحد الخصوم بشكل كامل مقابل انتصار كامل للطرف الآخر. متابعة قراءة سورية والمعادلة الصفرية!
تمدد السلطات.. وتمدد رقابة ديوان المحاسبة
أصيب عمل السلطات العامة بانتكاسة حقيقية ما بعد التحرير، وتعددت صور وأشكال تلك الانتكاسة، لغياب حالة التوازن الفعلي بين السلطات بسبب ممارسات خاطئة، بدأت ثم تكررت ثم تزايدت، وبعدها تفاقمت، حتى وصلت إلى شل حركة هذه السلطات، وتبعاً لها مؤسسات الدولة، وهي انعكاس لحالة عامة أوقفت حال الدولة ومشاريعها.
ومن تلك الانتكاسات؛ تخلي السلطة التنفيذية عن العديد من صلاحياتها؛ تحت هاجس الخوف والمساءلة السياسية من مجلس الأمة، ما علّق مشروعات حيوية للدولة، ومنها تمدد السلطة التشريعية، واقتحامها لأعمال هي من صلب اختصاص الحكومة، سواء في نطاق تسيير مرافق الدولة أو تعيين قيادييها، أو في نطاق اقتراحات بقوانين مالية لا يجوز أن يقترحها غير الحكومة، ومن ذلك تدخل الحكومة المفرط في شؤون المجلس، ومن ذلك الانحراف البيّن بتشكيل لجان التحقيق البرلمانية وإقحامها في ميدان اعمال أشخاص القانون الخاص أو الشركات المملوكة للحكومة؛ تجاوزاً لأحكام الدستور، ومن ذلك التوظيف السياسي الخاطئ؛ الذي حوّل ديوان المحاسبة لجهة تحقيق، خروجاً على نطاق عمله واختصاصه الدستوريين، وأخيراً إقحام ديوان المحاسبة لنفسه في ميادين لا صلة له بها، خصوصاً ما يتعلّق برقابته على أداء الجهات الحكومية، وهو ما سنفصل به في هذه المقالة. متابعة قراءة تمدد السلطات.. وتمدد رقابة ديوان المحاسبة
«بس قالوا»
بمجرد انخفاض أسعار النفط وما ترتب عليه من نتائج حتمية في عجز الموازنة المتضخمة أساسا بسبب الرواتب والكوادر والهبات والهدر والاختلاسات، أقول إنه بمجرد هذا العجز بدأ التلويح الحكومي بخفض الدعومات المتنوعة من كهرباء وبنزين، وتخفيض مخصصات العلاج بالخارج، وبعض التقليصات في هذه الوزارة وتلك.
هذا التلويح بالمساس بجيب المواطن هو أمر طبيعي جدا في ظل سنوات طويلة من الثروة لم تستثمر في شيء سوى تسديد الفواتير، إن كانت على شكل رواتب أو اختلاسات أو هدر غير مبرر، وكأن الكويت رجل ربح باليانصيب قبل 60 سنة عمارة سكنية مطلة على البحر تدرّ عليه عائدا شهريا عاليا، فأخذ يصرف هذا العائد على الترفيه والتسلية وتوزيع العوائد على بعض رفاقه دون أن يرمم هذه العمارة أو يستفيد من عوائدها لشراء عمارة أخرى، فتم تشييد عمارة جديدة ألغت إطلالته البحرية، وخسفت بعوائده المادية، فبات يسعى إلى تعويض هذا الانهيار بعائده المادي من خلال تحصيل الرسوم على المستأجرين مقابل موقف السيارات والمصعد وغيرها من كماليات عمارته. متابعة قراءة «بس قالوا»
رعد الشمال وبرق المغرب!
تأتي مناورات رعد الشمال أو رعد العرب في الشمال السعودي والتي تشارك فيها 20 دولة عربية وإسلامية كضربة معلم أخرى للقيادة السعودية، فلو قامت مناورات عسكرية سنوية مماثلة بين الجيوش العربية منذ عقد اتفاقية الدفاع العربي المشترك عام 1950 ومثلها مناورات للجيوش الخليجية منذ تأسيس مجلس التعاون عام 1981 لما هزم العرب في 56 و67 واحتلت أراضيهم ولما تم احتلال لبنان في 78 و82 أو الكويت عام 90. متابعة قراءة رعد الشمال وبرق المغرب!
عندما تتحول الاختلافات إلى قوة
من دون اللغة لن تفهم السياسة، ولا المجتمع، وحتى إن فهمت فسيفوتك منهما الكثير. فكم من حروب قامت بسبب سوء تفسير للمعنى، أو بسبب ضعف في فهم اللغة.
وربما لن نجد ذلك أوضح من الهند، إذ يشير إحصاء ١٩٦١ إلى وجود ١٦٥٢ لغة. وبالطبع ليست كلها لغات بالمعنى المتعارف، فهناك مثلاً ٦٥ ألف إنسان يتحدثون بـ ٥٢٧ لغة.
في أواخر عام ١٩٥٢ مات شخص يدعى بوتو رامولو، بعد إضراب طويل عن الطعام لمصلحة إنشاء دولة للتالغو. وتلت موته حالة تمرد عنيفة، مما اضطر الحكومة إلى التصويت لمصلحة إنشاء ولاية أو (دولة) أندرا برادش، التي جعلت من لغة التالغو لغة رسمية. متابعة قراءة عندما تتحول الاختلافات إلى قوة
اتفاق الطائف للكويتيين
يااااه، أقولها وأنا أضرب فخذي حسرةً. لو كان عندنا دروز ومسيحيون موارنة في الكويت، لاكتملت الصورة، وتوجهنا إلى الطائف نجري مباحثاتنا الكويتية- الكويتية، قبل أن نخرج باتفاق نتقاسم فيه المناصب والكراسي والأموال، كما فعل اللبنانيون من قبل. فتكون حقيبة وزارة الخارجية لإحدى الفئات الكويتية، وحقيبة الداخلية لفئة أخرى، والمواصلات لفئة ثالثة، وهكذا. ولن نلتفت، هنا، إلى الكفاءة والمقدرة وبقية الترهات والخرطيات، بل إلى الاسم الأخير لصاحب الحظ، وعنوانه في البطاقة المدنية.
وما قاله نائب مجلس الصوت الواحد، سيف العازمي، من أنه قام بتعيين العشرات من أقربائه في مناصب، ويتمنى تعيين آخرين في مناصب أخرى، ليس إلا “كشف أوراق” أمام العلن، في حين أن الجميع يعرف هذا الأمر ويعايشه، ولا ينتظر من أحد تصريحاً ولا تلميحاً.
وقبله سمعنا ما قاله الوزير السابق عبدالرحمن العوضي، وشاهدنا ضحكاته ومفاخرته بشرائه لنواب عايشوه، قبل أن يذهب إلى منزله وينام قرير العين، مرتاح البال. متابعة قراءة اتفاق الطائف للكويتيين