كنا كعرب قبل سايكس بيكو، موعودين من بريطانيا العظمى من خلال مراسلات الشريف حسين بدولة عربية ممتدة وموحّدة بعد سقوط العثمانيين، لكن الوعد لم يتحقّق وجرى بدلاً منه استعمارنا وتقسيم أقاليمنا العربية التي كانت خاضعة في شكل شبه موحّد للدولة العثمانية. ذلك تاريخ مضى، صارت له مائة عام يتطوّر ويتفاعل. الذي حصل في ذلك الزمان، أن محاولات استعمار تركيا من جانب بريطانيا والحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨، فشلت بفضل أتاتورك وسعي الأتراك الى حماية استقلالهم، فبرزت تركيا الموحدة والمستقلة بعد نجاحها في حروب ومعارك ضد اليونان وضد القوات البريطانية والغربية في عشرينات القرن العشرين. من جهة أخرى، لم ينجح استعمار إيران، فبقيت أيضاً دولة كبرى مترامية الأطراف وإن متأثرة في ذلك الزمن بالغرب وبريطانيا. العرب تحديداً (مع استثناءات محدودة كالمملكة العربية السعودية التي لم تُستعمَر) هم من سقطوا في الشباك: استعمار، تقسيم، وإذلال وطني، وفوق ذلك كله احتلال دائم لأراض عربية منذ قيام دولة إسرائيل عام ١٩٤٨.
لكن بعد الحقبة الاستعمارية بين الحربين الأولى والثانية وصولاً الى خمسينات القرن العشرين، ساد الاعتقاد بين كثر من العرب بأن الدولة العربية على جزء من الأمة الأوسع ستكون قادرة على صهر كل مواطن في كيان وطني وعلم ونشيد، وأن الدولة العربية الحديثة في إمكانها أن تحافظ على استقلاليتها عن مناطق النفوذ والدول الكبرى. بل اعتقد كثر من العرب أن الدولة العربية الجديدة هي مقدّمة للوحدة. متابعة قراءة مأزق الدولة القطريّة وتناقض المشاريع العربيّة
اليوم: 11 فبراير، 2016
ادعاءات روسيا لا تنطلي على أحد
أريد أن أتطرَّق في هذه المقالة إلى موضوعين؛ الأول عن التدخل الروسي في سورية، والثاني حول برنامج الحكومة للإصلاح المالي ومعالجة العجز.
التدخل الروسي
لم تعد ادعاءات الرئيس الروسي بوتين حول أسباب وأغراض تدخل روسيا في سورية تنطلي على أحد، فقد أصبحت مكشوفة، لا تخطئها رقابة الناس العاديين، ودعك من الخبراء المتابعين.
بوتين ادعى أن تدخله في سورية، لمحاربة «داعش»، الذي في نظره لا يشكل خطراً على سورية فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى خطره على روسيا والعالم، فهو يخشى عودة الشيشانيين المحاربين مع «داعش»، المقدَّر عددهم بـ 7 آلاف مقاتل، إلى روسيا لممارسة أعمال الإرهاب، بل ادعاءات بوتين تجاوزت ذلك، ليطرح اقتراح حلف دولي لمحاربة إرهاب «داعش» وفقاً لأجندته. متابعة قراءة ادعاءات روسيا لا تنطلي على أحد
هل سترجع دول الخليج للفقر؟!
من يسكن أو يزر دول الخليج يعلم أن كثيرا من عادات الغذاء واللباس القائمة هي موروثات عقود وقرون من الفقر الشديد، فالقهوة والشاي يقدمان بكميات قليلة في فناجين وأكواب صغيرة كي لايكون هناك فائض، والأكل يعتمد على الرز مأكول الشعوب الفقيرة والذي يوضع في صحن كبير يلتم الجميع حوله والسبب ان ما يزيد على طرف يأكله طرف آخر دون المساس بكرامته، فلا يبقى شيء بالصحن في نهاية الأمر بعكس الشعوب الغنية التي تخصص صحنا لكل فرد، والحال كذلك مع لباس الدشداشة التي لا يضيع قماشها كحال البدل ولا تحتاج الى إضافات كالقميص والكرافتات ويمكن أن يلبس تحتها أي شيء للدفء حتى دشاديش أخرى وقد بقيت تلك الموروثات رغم الطفرة والتي تظهر أن الثراء هو الاستثناء والفقر هو الأساس. متابعة قراءة هل سترجع دول الخليج للفقر؟!
قصة قصيرة: هل أوقظه الآن؟
ذهب إلى الساحة التي ظن أنها خلت له ولأوهامه، جلب معه مايكرفون النضال لزوم الخطاب الناري الذي سيلقيه على الجماهير الغفيرة، دسّ أوراقا صغيرة في جيبه العلوي من بينها وصل استلام لسانه من صندوق الأمانات، كان قد تبرع فيه في معركة تخريس الأصوات وتكسير الرؤوس الحارة.
المناضل الهمام وهو في الطريق لاحظ أن الطرق المؤدية للساحة خالية من المركبات، في حين تؤكد حركة خفيفة أنه ليس الوحيد على كوكب الأرض، أخذ يسأل رفيقه الجالس على يمينه، الرفيق منشغل بلسانه يحاول تركيبه بصعوبة في مكانه، أين الناس؟ أين الجماهير التي تبحث عن النضال الحقيقي المعقم من الشوائب؟ رفيقه نجح بتركيب لسانه، بلعه ليرطبه ثم عمل اختبارا سريعا (تست، واحد، فقط واحد، لا شي غير رقم واحد)، أجاب سريعا يريد التخلص من الحقيقة الماثلة أمامه، ربما هم خلفنا لننتظر قليلا. متابعة قراءة قصة قصيرة: هل أوقظه الآن؟
نزع هوية العراق.. ومخطط تغيير ديموغرافيته
إن نزع هويّة العراق وطمس انتمائه العربي وإسلامه «السُّنّي»، هما المخطط الخبيث والخطير الذي يتم اليوم؛ فمجريات الأمور على الأرض تؤكّ.د أن هناك حركة تهجير لأهالي العراق من السُّنّة، وفرض تغيير سريع في محافظاتهم ومدنهم ومناطقهم من قبل إيران، ويتم توطين الإيرانيين بدلاً منهم وتجنيسهم، كما يتردد في الإعلام. وهذا المخطط يبدو أنه ينفَّذ بتساهل من الحكومة العراقية، ويتم تحت سمع ونظر وبعلم الأميركان. وتشير المعلومات، وما ينشر في وسائل الإعلام، إلى أنه قد تم في السنتين الماضيتين إدخال ما يزيد على مليوني إيراني، ومنحهم الجنسية العراقية وتوطينهم بمدن السُّنّة؛ سعياً لخلق واقع جديد في العراق، وهو المخطط الذي يقال إن إيران تُنفّ.ذه في منهجها التوسعي؛ سعياً لإقامة الإمبراطورية الفارسية الشيعية الجديدة، مستغلة ضعف وانشغال العرب والعالم الإسلامي السُّنّي بقضاياه الداخلية والإقليمية. وقد وجدت مدخلاً لذلك، ووسيلته في رفع شعار زائف هو «ملاحقة الإسلام المتطرف السُّنّي»، الذي يمثل «داعش» أشد صوره، رغم علمنا أن «داعش» أصلاً هو صنيعة الإيرانيين والأميركان -برأي الكثيرين- لاتخاذه شماعة لكل العمليات والتصفيات الحربية التي تمت وتتم في مواجهة السُّنّة في العراق وسوريا وغيرهما من الدول العربية والإسلامية الأخرى. متابعة قراءة نزع هوية العراق.. ومخطط تغيير ديموغرافيته
الحل.. عند سلمان
ذكرنا في مقال سابق واقع المنطقة اليوم، من حيث تآمر الدول الكبرى عليها، وتوزيع نفوذها على الدول العربية وفقاً لمصالحها، ولعل أهم نتائج معرفة هذا الواقع هي أن هذه الدول لا أمان لها، وأنها لا تحترم مواثيقها ولا مبادئها، وأوضح مثالين هما ما يجري في سوريا، وكيفية تعاملها مع إيران؛ ففي سوريا سمعنا إعلان الدول الغربية غضبها على نظام الأسد الدموي، ومطالبتها بتنحيه، لكننا شاهدنا على أرض الواقع خلاف ذلك! شاهدنا تنسيقاً مع روسيا يسمح لها بالتدخل لحسم الأمور على الأرض لمصلحة النظام، الذي تسميه أميركا وحليفاتها بـ«الدكتاتوري». ورأينا كيف منعت هذه الدول بعض دول الخليج من مد يد العون إلى المجاهدين الساعين إلى إنقاذ سوريا من هذا النظام المجرم، واكتفت بتكرار موقفها المعلن من رفض التدخل الروسي! المثال الثاني في طريقة تعامل هذه الدول مع نظام كانت تصفه بالأمس بـ«النظام الأخطر في العالم»، وكان يسميها بـ«الشيطان الأكبر»، فإذا بها اليوم تبيع حلفاءها من أجله! فهل تغير نظام طهران بين عشية وضحاها؟! ها هو الولي الفقيه يملك الكلمة الأخيرة، وها هم المحافظون لا يزالون مسيطرين على مصالح البلاد والعباد، وها هي إيران مقبلة على انتخابات بعد شهرين، وقد رفضوا ترشيح 99 في المئة من الإصلاحيين، وقد نشرت منظمة «مراسلون بلا حدود» أن إيران في المرتبة 173 من أصل 180 دولة في قائمة حرية التعبير! ونشرت صحيفة لوموند أن إيران من أسوأ دول العالم في الحريات الصحافية، وأنها سجن كبير للصحافيين! ومع كل ذلك، يدوس الغرب على مبادئه من أجل مصالحه، فيفرج عن 32 مليار دولار من الأموال المجمدة؛ ليستدخلها مرة أخرى عن طريق شركاته والمشاريع التي ستنجزها مؤسساته التجارية والمالية في إيران! متابعة قراءة الحل.. عند سلمان
إطالة الشعر عيب
تهرش الحكومة شعر رأسها، ويهرش المجلس شعر صدره (ليس بين النواب امرأة) بعد أن قرر المجلسان حلاقة شعر رأس المواطن، على أن يُحلق شعر صدره في الفصل التشريعي القادم. نعيماً.
وما أجمل جلسة أمس الأول، عندما تحولت إلى صالون حلاقة باكستاني، تفوح منه رائحة الكولونيا (ثلاث خمسات)، وتملأ المرايا جوانب القاعة، وتبث الشاشة أغاني الحب والرقص الهندية. كانت جلسة تاريخية تتحدث عنها قوافل الأفيال.
والله يرحم والدي، كان يأمرنا بحلاقة شعورنا بشكل مستمر، بالماكينة، باعتبار أن “طول الشعر للنساء”. وعندما كنا نناقشه: “ولماذا نشاهد أجدادنا، في الصور، بجدايل تصل إلى الأكتاف؟”، ينهرنا: “ما كان عندهم حلاقين مثلكم اليوم”. والحكومة والمجلس يعتبران “الشعر عيب”، وإن سألنا الحكومة: “لماذا لم يحدث مثل هذا في السابق؟”، ستجيب بغضب: “لم نحصل على برلمان كالذي نملكه اليوم”. متابعة قراءة إطالة الشعر عيب
في دبي
علك “بوسهم” كما نسميه في الكويت تعود ملكيته لويليام ريجلي الذي أطلق مشروعه الصغير في عام 1891 بمدينة شيكاغو الأميركية، حيث كان هذا المشروع المتواضع متخصصاً ببيع الصابون وبودرة الطعام ويقدم العلكة كهدية مجانية للزبائن، حققت العلكة المجانية التي يقدمها للزبائن رواجا أكبر من منتجاته الأساسية ليحول السيد ويليام ريجلي نشاطه إلى إنتاج العلكة لتصبح شركة ريجلي اليوم أكبر شركة منتجة للعلك على مستوى العالم.
أغتاظ فعلا عندما أسمع الكثير من المواطنين يتذمرون من حال الكويت مقارنة بالإمارة الجميلة دبي، فعبارة “شوفوا دبي” دائما ما يسبقها انتقاد لوضعية معينة في الكويت مثلا “ما عندنا مطار نفس العالم وشوفوا دبي”، هذه العبارة وغيرها من العبارات سليمة وصحيحة وقائمة على أسس مفهومة أيضا، وليست هي ما يغيظني بقدر ما يستفزني أن يكرر الكويتيون، والكويتيون تحديداً، مثل هذا الكلام ولي أسبابي. متابعة قراءة في دبي
الفكر الغنوشي
يأخذ الكثير من مؤيدي الزعامات السياسية الدينية على خصومهم قلة إطلاعهم على فكر وأطروحات هؤلاء الزعماء، والاكتفاء بالحكم عليهم من غير تعمق ولا دليل. ويضرب المثل هنا «بالأسلاموي» راشد الغنوشي، وكتابه «الحريات العامة في الدولة الاسلامية»، الذي يُعتبرونه «أرقى ما أنتَجه الفكر الحديث في ميدان السياسة»، وكيف أنه قدّم أفكارا وأطروحات تَخرج عن السائد، وتدعو للانفتاح على الحداثة والديموقراطية.
لكن هناك شكوكاً جدّية حول مشروعية هذا الادعاء، وخصوصا حول الجدّة التي يتميّز بها كتاب الغنوشي ومشروعه السياسي، ذلك إننا إن قرأنا كتابا من أدبيات الإسلاميين في الحكم فكأنما قرأناها جميعا، فلا جديد، ويجب ألا يكون هناك جديد، بعد أن اكتمل الدين. وبالتالي سيكون كلامهم تكرارا مملا، مع اختلاف بسيط عن سابق كتابات البنا وقطب وعمارة والمودودي والبوطي والقرضاوي وغيرهم. متابعة قراءة الفكر الغنوشي