لا أحد ينكر دور المملكة العربية السعودية “الإيجابي” في الحفاظ على أمن وأمان واستقرار المنطقة العربية والإسلامية من التدخلات المستفزة والسافرة من بعض دول المنطقة ، فقد لعبت المملكة العربية السعودية دورا بارزا ومهما منذ بداية إحتلال العراق لدولة الكويت ، حيث بذلت المملكة حين ذاك جهدا كثيفا لإحتواء الموقف وتهدئته على أمل أن تحل القضية بالطرق الودية والدبلوماسية ، ولكن للأسف إصرار وتعنت النظام الصدامي على إحتلاله للكويت جعل المملكة العربية السعودية تضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالعبث في إستقرار المنطقة وإحتلال دولة من دول الخليج العربي ، حتى أشرقت شمس الكويت وتحررت من الطغيان الصدامي ، ومرورا كذلك بدور المملكة البارز والمشرف بالوقوف صفا واحدا بجانب شقيقتها اليمن ، فقد كانت المملكة ومنذ عقود طويلة تسعى دائما الى الحفاظ على استقرار اليمن من الناحية السياسية والإقتصادية ، إلا أن السياسة التي كان يتبعها النظام اليمني برئاسة المخلوع علي عبدالله صالح لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يحقق التوازن المعيشي بين أفراد الشعب اليمني ، لذا قامت الثورة اليمنية لتعديل واقع الحياة السياسية والإقتصادية ، وقامت المملكة العربية السعودية منذ بداية الثورة بتهدئة الوضع وإنهاء الأزمة اليمنية ، ولكن تعنت المخلوع علي عبدالله صالح أدى إلى تفاقم الأزمة ، واستطاعت المملكة بتفوقها وذكائها الدبلوماسي أن تقود عملية عاصفة الحزم ” بإمتياز ” من خلال مشاركة عربية وتأييد دولي لمنع إنهيار اليمن الشقيق ، وكذلك الحملة التي قام بها خادم الحرمين بالتبرع السخي لأهل اليمن لإسترداد وبناء البنية التحتية التي قصفها المخلوع علي عبدالله صالح والجماعات الإرهابية ، وأيضا لا ننسى التمويل المادي لإحياء المشروعات الإقتصادية والصحية والتعليمية .
فقد صرح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قبل أيام باستعداد بلاده للدفاع عن نفسها ، والدفاع عن الدول العربية والإسلامية من التدخلات الخارجية ، مشيرا في كلامه إلى التدخل الإيراني الذي بدأ يلاحظ في الآونة الأخيرة في عدة دول في المنطقة ولا سيما في دول الخليج العربي وسوريا والعراق ، ولا يخفى على أحد بأن في الآونة الأخيرة شهدت المملكة العربية السعودية صراعا مع إيران بخصوص أعمال الشغب التي قامت بها إيران عند إحراق القنصليات الدبلوماسية التابعة للمملكة .
وقال الملك سلمان في كلمته ” نحن أيضا كما نحرص على أن يعم الأمن والسلام منطقتنا من حقنا الدفاع عن أنفسنا من دون التدخل في شئون الآخرين ، ندعوا الآخرين إلى عدم التدخل في شؤوننا ، ولذلك نحن كما قلت وأكرر ندافع عن بلاد المسلمين ، ونتعاون مع أخواننا العرب والمسلمين في كل الأنحاء في الدفاع عن بلدانهم ، وضمان استقلالها ، والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبهم ” .
فها هي المملكة العربية السعودية تسعى إلى تعزيز مكانتها السياسية والإقتصادية في العالم كدولة رائدة مستقلة قوية عربيا وإقليميا من خلال موقعها الإستراتيجي وهيبتها الإسلامية ، فمنذ الأشهر الأولى من قيام الثورة السورية في 2011 حددت المملكة موقفها السياسي من تلك الثورة وهو الرحيل الفوري لنظام بشار الأسد ، حيث اعتبرته جزء من المشكلة التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق ، وهذا ما صرح به المتحدث باسم التحالف العسكري السعودي في اليمن ” إن الرياض مستعدة للمشاركة في عملية برية يقررها التحالف الدولي ضد داعش في سوريا ، وأضاف إذا كان التحالف يرغب في إطلاق عملية برية فسنساهم إيجابيا في ذلك ” وذكر مراقبون عسكريون أن تركيا والسعودية بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية ودول من التحالف الغربي استكملت إستعداداتها للتدخل العسكري المباشر في سوريا ، حيث أنها كانت تنتظر نتائج إجتماعات جنيف بشأن سوريا ، والتي كان مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا يرعاها ويمهد لها بلقاءات مع وفدي المعارضة السورية والنظام السوري ، إلا إنها باءت بالفشل ، وتستعد المملكة وحلفائها بوضع الخطط والأهداف النظامية بإنشاء تحالف دولي للتخلص من هذا الكابوس المرعب الذي يسيطر على سوريا ، ونأمل أن تتعاون جميع الدول العربية والإسلامية بالوقوف صفا واحدا مع شقيقتهم السعودية للقضاء على الإرهاب المنتشر في العالمين العربي والغربي .