يقوم التلميذ بدور فعال في عملية التعلم، ويوظف عدة طرق تساعده في اكتساب المعلومات وحفظها لأطول مدة ممكنة لاسترجاعها عند الحاجة إليها، وقد مد العلم التلاميذ والمعلمين بمجموعة من الطرق، واهتم الباحثون بوضع استراتيجيات التعلم التي يمكن تدريب التلاميذ عليها، وذلك لاكتساب أكبر قدر من المعلومات وزيادة فرص التعلم والنجاح.
في البداية دعونا نتعرف ما المقصود بالاستراتيجية التعليمية؟
عرف قطامي(٢٠١٣) الاستراتيجية التعليمية بأنها كل ما يتعلق بأسلوب توصيل المادة للطلبة من قبل المعلم لتحقيق هدف ما، وذلك يشمل كل الوسائل التي يتخذها المعلم لضبط الصف الدراسي وإدارته، بالإضافة إلى الجو العام الذي يعيشه التلميذ والترتيبات المادية التي تساهم في تقريب التلاميذ للأفكار والمفاهيم موضوع التعلم.
من أكثر التلاميذ حاجة إلى استراتيجيات تعليمية هم التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، فهم متعلمون إيجابيون ويحاولون التعلم بشتى الوسائل، إلا أنهم لايمتلكون القدرة على التعامل مع المادة العلمية كبقية أقرانهم الذين لا يعانون مع صعوبات التعلم، ومن هذا المنطلق أصبح من المهم تحديد سلوكيات واستراتيجيات فعالة لتدريسهم، وتزويدهم بالتغذية الراجعة، وإتاحة الفرص لهم للتفاعل الاجتماعي الذي يزيد من قدرتهم على التعبير داخل غرفة الصف، وما يصاحب ذلك من زيادة في الثقة بالنفس، ورفع مستوى الأداء.
وتأكيدا على ماسبق، فقد أشارت الدراسات إلى أن وضع برامج علاجية مناسبة لذوي صعوبات التعلم يسمح بالتحسن بنسبة كبيرة في قدرتهم اللغوية والفهم القرائي بالمقارنة بالتلاميذ الذين لم يتلقوا برامج علاجية
( Reid, Hresko&Swanson,1991 )
ومن هذه الاستراتيجيات:
١- التدريس التبادلي
عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي يتبعها التلاميذ لتنمية مهارات الفهم القرائي، وذلك من خلال التعاون مع بعضهم البعض، أو مع المعلم، من خلال مراحل أربع هي:
– التلخيص.
– التوضيح.
– التساؤل.
– التنبؤ.
٢- التعلم البنائي
يتمكن الطالب من خلالها بناء مفاهيم ومعارف علمية وفق عدة مراحل:
– التهيئة.
– الاستكشاف.
– الشرح والتفسير.
– التوسع.
– التقويم.
وتركز هذه الاستراتيجية على أساس أن القراءة عملية بنائية نشطة ومنها هدف، فهي تعيد للقارئ بناء على معرفته من خلال تفاعله مع النص، وإيجاد علاقة بين معرفته الجديدة ومعارفه السابقة.
٣- الخرائط المعرفية
رسم تفصيلي يصمم من أجل استخدامه مع المادة التوضيحية لتحسين الفهم، وخريطة التفكير النقدي تشمل الأحداث المهمة، والخطوات التي تقود إلى الفكرة الأساسية، ثم التعرف على الفكرة الأساسية، فمن خلال الخرائط المعرفية يتم تمثيل المعلومات بصرياً لسهولة فهمها والاحتفاظ فيها.
٤- استراتيجية التصور الذهني
تركز على حسن تصور المعنى وجودة استعداد الذهن للاستنباط، فلكي يتمكن التلميذ من استيعاب ما يقرأ لابد أن يمتلك صوراً ذهنية عن الكلمات بحيث ترسم في ذهنه منها:
– الصور الإملائية : الرسم الإملائي الصحيح للكلمة.
– الصور الصوتية للكلمة: كيفية نطق أصوات الكلمات.
– الصورة الدلالية: معنى الكلمة.
– الصورة الحسية: الرمز المادي الذي ترمز إليه الكلمة في الواقع.
هذا قليل من عالم كبير من الاستراتيجيات التعليمية، التي تساعد التلاميذ على التعلم بشكل عام، و ذوي صعوبات التعلم بشكل خاص.