«احمد ربك.. أنت أحسن من غيرك»!
هذه العبارة، كان وما زال الكويتيون يرددونها، اذا ما قارنوا أحوالهم بأحوال بعض دول الخليج، كما يرددها اهل الخليج اذا ما قارنوا احوالهم بأحوال بقية الدول العربية!
والحقيقة أن حمد الله تعالى واجب في كل الأحوال، لكننا أحسن من غيرنا، هنا يجب ان نتوقف!
في العقد الأخير تغيّر كل شيء في الكويت، الحياة البرلمانية كانت مثلاً يحتذى، واليوم أصبحت مثلاً يُتندر به علينا! الحريات في الكويت كانت مما نفتخر به، واليوم أصبح كثير من الشعب محالاً الى المحاكم بسبب تغريدة!
بالأمس، كانت الدعوة الى الله تعالى سمة المجتمع الكويتي، والمساجد كانت منابر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واليوم الدعوة الى الله تعالى أصبحت تهمة، وأما منابر المساجد فأصبح فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جريمة من جرائم الارهاب!
كنا نتميز في الكويت بالعمل الخيري الذي وصل خيره الى ادغال أفريقيا وجبال التبت وسهول الفلبين، واليوم تم تقييده، لدرجة انك لا تستطيع ان تدفع ديناراً للجنة خيرية بحجة مكافحة الارهاب، بينما في أميركا التي فرضت علينا هذه القوانين يتم جمع الملايين للكنائس وللصهاينة في مؤتمرات ولجان، ومن خلال قنوات تلفزيونية وغيرها!
في الايام الخوالي كان لا يترشَّح للانتخابات الا النزيه او مستور الحال، واليوم حتى تجار المخدرات وأصحاب السوابق يترشّحون، واذا اعترض على ترشيحهم رئيس لجنة الانتخابات يُقال!
بالامس، كانت القبلية والمذهبية والفئوية كلها موجودة، لكن لم تكن لها كل هذه المساوئ التي نراها اليوم من تأصيل وتأطير لها وتفتيت للمجتمع بسببها!
كان لمجلس الامة قيمته، وكان النواب على علاتهم لهم هيبة واحترام من الشعب، واليوم ثلاثة أرباع الشعب لا يعرف أسماء ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الأمة!
كانت القوى السياسية تتناحر في ما بينها، لكن كانت هناك حدود تتوقف عندها، احتراماً للزمالة والتزاماً بأخلاق العمل السياسي، واليوم يكتب أحدهم (العداء لــ«الاخوان»..) شعارا لحملته الانتخابية!
كان عندنا فساد، لكن الفساد في السنوات الاخيرة وصل الى بعض الرؤوس الكبيرة في السلطتين!
الشيء الوحيد الذي لم يتغيّر منذ عقود هو طريقة تشكيل الحكومة، فمنذ أيامنا ومن قبلنا كان الوزير مندوباً عند رئيس الوزراء بدرجة وزير، وإن حاول أن يغيّر من هذا الدور يُقَلْ مع اول تعديل وزاري، لذلك تجد الوزارة الواحدة يمر عليها وزيران في أقل من سنة، ولن تجد ذلك الا في الكويت!
هذا واقعنا اليوم، ومع هذا تجد من يقول لك «احمد ربك.. أنت أحسن من غيرك»!