على غرار المقولة الشهيرة لعبلة بنت مالك حين خطفها مفرج بن همام- في فيلم «عنتر بن شداد»: «يا بنات الحي ما عليه عيب ولا ملام إذا سباني فارس مثل مفرج بن همام»، فإنني أقول «ما علي ملام ولا عتاب إذا تغير توجهي في بعض الأمور والتوجهات السياسية»، فقد لاحظت أن هناك كثيرا من التوجهات والمبادئ قد تغيرت ولن ألوم أصحاب تلك التغيرات فهي نتيجة تجارب أثبتت أن التغير سنة الحياة وكما يقال في عرف السياسة «لا صديق دائما ولا عدو دائما»، وهذا الأمر ينطبق على الجميع وفي جميع أمور حياتنا اليومية وليس على السياسيين فقط.
وخير دليل على ما ذكرت لكم هو بعض التحركات التي يقوم بها بعض الأشخاص الذين ينوون الترشح لعضوية مجلس الأمة فبعضهم كان ضد المشاركة بالصوت الواحد لكنهم الآن يحثون الخطى للمشاركة وغيّروا كل ما كانوا ينادون به سابقا من أنهم ضد المشاركة.
يتزوج الرجل المرأة وهو لا يفكر حينها في الزواج من غيرها لكنه بعد فترة من الزمن يغير قناعاته ويتزوج عليها زوجة ثانية وربما «ثلث وربع»، ومثالنا الأخير هو أكبر وأصدق دليل على أن التغيير سنة يجب أن يعلمها الجميع ويعمل بها.
إن كانت أدلتي- أو كلامي- التي قدمتها لكم مقنعة فلا يلومني أحد منكم إذا تغيرت وقلبت توجهاتي حسب مصلحتي وعليكم أن تفعلوا مثلي لأن الكثير ممن كنت مقتنعا بهم قلبوا قناعاتهم من أجل مصالحهم الخاصة وحين يلومكم أحد فقولوا لهم بصيغة الاستغراب: ليش زعلانين «حلال عليكم وحرام علينا»، فعبلة بنت مالك منحت الجميع المبرر لعدم الملامة.
أدام الله من يبحث عن مصلحته، ولا دام من يريدكم أن تظلوا تساعدونه ليحصل هو على مصلحته.