النائب السابق مسلم البراك في السجن منذ عدة أشهر لتنفيذ حكم في قضية رأي مسّت الذات الاميرية، وكنا نتوقع ان يتم الافراج عنه عدة مرات، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث!
منذ سجن مسلم وتكتل الأغلبية شبه ميت، مع انه لم يكن يحرص على حضور اجتماعاتها! وهذا يعطينا انطباعا بتأثر أعضاء الاغلبية بسجنه، وتوجسهم من عاقبة الامور! وبما ان تكتل الأغلبية كان هو المحرك الرئيسي للمعارضة الكويتية بالشارع، لذلك لا نذيع سرا ان قلنا ان المعارضة ماتت مع تقييد حرية مسلم، ولعل ما ساعد على هذه النتيجة القمع الشرس الذي أصاب الحركة الدستورية الاسلامية من الحكومة، فقد تعرضت كوادر الحركة الى البطش الاداري والظلم السياسي على جميع الأصعدة، فمنذ تولي وزير الداخلية وزارة الاوقاف الى ان جاء خصم من خصوم الحركة لادارة هذه الوزارة، والحركة تواجه حرباً غير مشروعة من داخل الوزارة وخارجها! لدرجة ان الانتماء للحركة أصبح سببا كافيا لحرمانك من حقوقك وتعطيل مصالحك! وطبيعي ان تكون النتيجة ركودا في نشاط الحركة وانشغالها بنفسها ومشاكلها من باب اصلاح البيت الداخلي!
نعود لسجن مسلم، وما تبعه من سحب للجناسي وسجن الشباب المعارض بسبب تغريده وتسفير كل من يحاول ان يعبر عن رأيه من الوافدين، وبالذات خطباء المساجد واغلاق الصحف اليومية، كل ذلك كان سببا كافياً لتعطيل عمل المعارضة وتفرد الحكومة وادواتها مثل مجلس الصوت الواحد والاعلام الموجه الى ادارة البلد بكل أريحية، وكانت النتيجة، كما نرى اليوم، فسادا منتشرا على كل الأصعدة، وتكسبا غير مشروع في كل المجالات من جماعة الحكومة والمدافعين عنها، ونهب المال العام من البعض الذين يجب عليه المحافظة عليه والدفاع عن حق الاجيال القادمة، ثم يأتي الوقت لتعلن الحكومة التقشف وشد الأحزمة وزيادة الاسعار ومطالبة الشعب بتحمل هذا الظرف من أجل مصلحة البلد! والجميع يعلم انه لو تتكرم الحكومة بوقف النزف غير المبرر من المال العام ومنع المتنفعين من نهبه لوفرت على الميزانية مبالغ تغنيها عن الاضطرار لرفع الاسعار لعلاج العجز من جيوب الشعب المنهك أصلا من غلاء الاسعار!
كنا نقول ان صراخ مسلم داخل قاعة عبدالله السالم كان سببا في عرقلة عمل المجلس، وان المعارضة كانت سبباً في تعطل التنمية وتأخير برنامج الحكومة، واليوم مسلم بالسجن والمعارضة معطلة، ولكن الفساد ضرب أطنابه في كل مكان ووصل لأغلب السلطات وأصبح المواطن لا يجد من يعبر عن همومه، فرجع الى اليوتيوب للاستمتاع المؤقت بكلام مسلم البراك عندما كان يهدر كالأسد في وجه الباطل تحت قبة البرلمان!