فقدت الكويت يوم أمس، وأنا خارج الكويت، ابناً من أبنائها، وصديقاً كريماً، وقف معي يوم ندر الصديق، وقل الوفاء!
نعم، نعيد القول، إن شخصية المرحوم نبيل الفضل كانت مثال جدل في أي محفل أو لقاء أو ديوانية، بوجوده أو بغيابه، وكان فوزه الساحق في أول انتخابات مجلس أمة شارك فيها، وحقق فيها معدل أصوات غير معقول أو مسبوق، من دون حملة انتخابية ولا ديوان ولا «عشوات» ولا خراف أو جمال تنحر، بل فقط بنيته خوض المعترك السياسي، إضافة الى لقاء يتيم بناخبيه في أحد الفنادق، وكان ما حققه في النهاية من نتائج مثار إعجاب وحسد ودهشة واستنكار الكثيرين، سواء من محبيه، وما أكثرهم، أو من أعدائه، وما أشرسهم!
مات نبيل الفضل، وغادرنا في قمة كرامته، وفي المكان الذي كان ربما يفضل مغادرة الحياة فيه، فقد كان، بعلمه أو بغير ذلك، برلمانياً من الطراز الأول، من ناحية مداومته في واجبه، أو مساهماته التشريعية ومشاركاته النشطة في اللجان المتعددة. حتى بعد ان خضع لسلسلة من العمليات الجراحية المعقدة، كان نصفه معنا في مجالسنا، والنصف الآخر في المجلس وهمومه.
نعم هناك من كرهوا نبيل وعارضوه، وتمنوا ربما له الفشل، ولكنه كان يقابل شراستهم بشراسة مساوية، او أكثر منها، وكان صلباً في مواقفه، وكانت له مثالبه وعيوبه الكبيرة، التي لا يمكن تجاهلها، ولكن مزاياه وجميل مواقفه ووضوح آرائه غطت على كل ما يمكن أن يقال عنه من سوء. ومن كان منا بلا خطيئة فليرجمه بحجر.
غادرَنا نبيل وترك مكاناً خالياً يصعب ملؤه، فقد كان فارساً نبيلاً في أكثر من ميدان.
لن أبكي عليه، بل سأحرص على أن تبقى ذكراه راسخة في قلبي.