هل نحن حقاً بحاجة لدراسة، أو تدريس الدين في كل المراحل الدراسية، وحتى الثانوية؟
لماذا لا يحتاج أكثر من مليار صيني، وما يزيد عليهم من هنود ويابانيين وأوروبيين، وشعوب كثيرة أخرى، أن يدرس الطالب أو الطالبة مادة الدين لاثني عشر عاماً أو أكثر، خاصة أنهم جميعاً أفضل منا، خلقاً وصناعة وإنجازاً واحتراماً للوقت؟
حتى المسلمون، وطوال 1400 عام لم يحتاجوا إلى تدريس الدين في المدارس، إن وجدت لديهم، ومع هذا بقي الدين فيهم واستمر وسيستمر.
لماذا تحتاج شعوبنا إلى وزارات إعلام، وكانت سابقاً تسمى بالإرشاد، وليس في الدول المتقدمة جميعها، ما يماثل ذلك، هل لأننا متخلفون وبحاجة إلى من يرشدنا لأننا لم نبلغ سن الرشد؟
لماذا لا تحذر 90 أو ربما %100 من حكومات العالم شعوبها من الإسلام والمسلمين، ونحن نفعل عكس ذلك، ونحذر شعوبنا من الاختلاط بغيرهم أو معاشرتهم والتزاوج منهم أو أكل طعامهم؟
لماذا لا يزال الآلاف يصارعون حكوماتهم للحصول على حق تبني من يشاؤون؟ ويصارع آلاف من غير معروفي النسب في البحث عمن يتبناهم بصورة حقيقية وفعالة، ويمسح عاراً لا ذنب لهم فيه من جباههم ونفوسهم؟
***
وفي رد سطحي لما وقع في فرنسا مؤخراً من أعمال إرهابية تقول الزميلة اللبنانية إحسان الفقيه، إن المسلمين لم يجرموا يوماً المسيحية ولم يصفوها بارهاب، على الرغم من الحروب التي أشعلها المسيحيون في منطقتنا، ودورهم في إشعال الحربين العالميتين اللتين قضتا على عشرات الملايين من البشر؟ ولا أدري من عين الزميلة ناطقة باسم المسلمين، وكيف عرفت أنهم لم يدينوا يوماً جرائم المسيحيين؟ في الوقت الذي لم ينكروها هم أصلا. فوحشية الأميركيين والأستراليين مع سكان البلاد الأصليين، ومع السود الأفارقة الذين استرقوهم لسنوات، ونهب الدول الاستعمارية لثروات الدول التي استعمروها، واستغلوا شعوبها، جميعها موثقة وتدرّس في الجامعات، وأنتجت الأفلام الوثائقية والسينمائية عنها؟ فهل نحن على استعداد مثلا لإنتاج فيلم عما فعلنا في بلاد الهند والسند؟ وماذا عن تاريخنا على مدى ألف عام في اسبانيا وغيرها؟ وماذا عن تاريخ بني عثمان معنا ومع غيرنا لخمسمئة عام؟.
نعم، أميركا ضربت اليابان بقنبلتين نوويتين، وكادت أن تمحو ألمانيا من الوجود، ولكن هل كانت الشوفينية الألمانية النازية واليابانية ستكون برداً وسلاماً علينا، لو كانت هي المنتصرة في الحرب؟ ومن الذي أنقذ ملايين مسلمي البوسنة والهرسك وكوسفو من بطش الصرب، هل نحن العرب المسلمين، أم الغرب المسيحي؟!
الجدال مع من لا يود أن يفهم أمر متعب، فمن الخطأ أن نصوّ.ر أنفسنا كالحملان ونظهر الآخرين، والغرب بالذات، كالذئاب المفترسة. ولعلم إحسان وغيرها أن دولنا لو امتلكت الأسلحة النووية لما ترددت «من زمان» في استخدامها ضد أعدائها، وما أكثرهم!