لو سيطرنا على رجال الدين في كل الاديان ولو بعد سنوات طويلة حتما سنستطيع القضاء على الديانات الاخرى، وسنجعل الناس يبتعدون عن اديانهم حتى تنتهي تلك الاديان من الناس انفسهم، وبذلك سنسيطر على البلاط وسنكون قادرين على التحكم في العالم ولن تستطيع قوة على وجه الأرض ان تخالف اوامرنا او حتى تتمكن منا.
هذا المقدمة ليست من افكاري ولا انتمي اليها بقدر ما انني فهمتها وفسرتها من قراءة كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، تحديدا في البروتوكول السابع عشر المدون في الكتاب، ليست المشكلة في مخططاتهم فهم يعتبرون هذا التخطيط حقا لهم من اجل البقاء والنفوذ والسيطرة على العالم ،حسب اعتقادهم المزمن، ولكن المعضلة التي نعاني منها تتلخص في سؤال: ماذا فعلنا نحن كعرب او مسلمين او مسالمين لافشال مخططاتهم؟! وهل استطعنا ان نحافظ على احوالنا وديننا السمح المسالم الذي جاء به رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم اما ان هذا الدين اصبح مخترقا حسب ما كان مخططا له من حكماء بني صهيون منذ زمن طويل؟!
كل الظروف التي نعانيها اليوم من تشدد وتطرف اجرامي ظهر به البعض ممن يدعون الاسلام يشير الى ان مخططات حكماء بني صيهون استطاعت اختراق فئات محسوبة على الاسلام شكليا ليس اكثر تنفذ أوامرهم سواء بقصد او من غير قصد تحت راية نصرة الاسلام ومنهم ما يسمى بالـ«دواعش»، وقد يكون نتاج اليوم جاء من خلال السيطرة على ساحة فكر بعض رجال الدين منذ سنوات متراكمة البعض يراهم اولياء الله الصالحين، واليوم للاسف نعاني اهدافهم المخفية في شق هذا الصف وتحويل الدين الى ارهاب امام كل البشر من خلال وسائل الاعلام العالمية التي تهتم بالحدث اكثر من تفاصيل الاسباب!
ولا تنسى ان العدو لن يستطيع اختراقك إلا إذا وجد نقطة ضعف او ثغرة يتسلل منها بخبث، فمن استطاع وضع التصنيفات المذهبية وتعدد الفرق، ونشر التشدد والكراهية، هو من منح العدو الفرصة للاختراق واللعب في افكار شبابنا نحو التشدد والتطرف حتى تصل الى القتل داخل ساحات الابرياء، ومنها تحولت الى احزاب تمارس السياسة باسم الدين، حتى تصل رسالة الى العالم ويفهم من خلالها بأن الاجرام لا ينبع إلا من هذا الدين، رغم ان الدين السمح جاء للسلام والامن والامان والتطور وبناء الانسان والتعامل الحسن ولكن مجريات التغيرات والمخططات والاختلافات والابتعاد عن حقيقة نهجه جعلته بلوحة لا تمثل حقيقته ابدا، وهنا ارى ان مخططات حكماء بني صهيون تنجح مؤقتا على الأرض نتيجة تراكمات زمنية طويلة ساد فيها الجهل والتقديس الاعمى حتى اصبح عدد من فئات المسلمين يحاربون انفسهم بالوكالة عن حكماء بني صهيون، فمتى نعي الحقيقة المرة؟!