موسم التخييم تقليد كويتي موسمي خلاله نبتعد فيه مؤقتا عن ازعاج الحياة العملية والروتين، وأظن وأتمنى ان أكون محقا في ظني ان الهدف منه المتعة والراحة، لا ان يتحول الى موسم للكوارث والحوادث، لا سمح الله، اللي تضيق الخلق، وللأسف هذا هو حالنا في السنين الأخيرة حينما شاهدنا من خلال وسائل الإعلام عن وفيات واصابات تكون في الغالب ناتجة عن استخفافنا بالقانون وكأن اماكن البر هي اماكن خارج نطاق القانون، وچذي يتحول موسم البر الى حزن وليس كما ننشده موسما للوناسة وتغيير الجو.
باعتقادي ليس هناك خلاف فيما بيننا على ان موسم البر فرصة لأن يستمتع فيها افراد العائلة بالأجواء البرية الشيقة والمناسبة لممارسة الرياضة كركوب الدراجات النارية بأنواعها مثل السياكل والبقيات، ولكن وفق ضوابط اقلها ان يكون رب الأسرة شديد الحرص حاط عينه على سلامة افراد عائلته، ومن غير المنطق ان نتساهل كآباء فيه ونعطي السيكل او البقي الى فلذات أكبادنا لتكون المحصلة كوارث نحن في غنى عنها، لأن الأطفال والمراهقين وبحكم حداثة عمرهم ومشاهدتهم للتلفزيون وأفلام والمسلسلات الأكشن يعتقدون ان الباقيات والسياكل أداة للتقحيص والاستهتار وكلنا نشاهد هذا الشيء عند مرورنا بمنطقة المخيمات، فيلحقون الضرر البالغ بأنفسهم ويتركون الحسرة في نفوس آبائهم وأمهاتهم.
في المواسم الأخيرة نسمع عن حوادث كثيرة تقع ويذهب ضحيتها شباب بعمر الزهور نتيجة قيادتهم تلك البقيات والسياكل باستهتار وهذا ما لا نأمل ان يتكرر بقليل من الوعي، ليت هذا فقط هو ما نرصده من تجاوزات في موسم البر بل نلمس ان الكثير من المواطنين يعتقدون ان الاشتراطات والضوابط التي تحددها الدولة قيود عليهم، فاشتراطات السلامة داخل المخيمات وضوابط التدفئة تكاد تكون معدومة والمحصلة حرائق مؤسفة تخلف ضحايا، وهناك تجاهل شبه متعمد لتحذيرات وزارة الداخلية والاطفاء والجهات المعنية بخصوص التواجد بالقرب من أعمدة خطوط الكهرباء منعا للصواعق واصرار البعض على إقامة المخيمات بالقرب من الطريق العام اما الختام السنوي لهذه الموسم ففيه العجب العجاب، تظهر المشكلة الكارثية والتي اعتقد اننا جميعا شركاء في صناعتها حيث نغادر البر مع نهاية الموسم تاركين وراءنا كميات كبيرة من المخلفات ولا استثني احدا في هذا التجاوز، فجميعنا نشارك فيه عن جهل.
زبدة الحچي: يجب اليوم على كل رب أسرة اخذ الحيطة والحذر ومراقبة أبنائه وإرشادهم ونصحهم بشروط الأمن والسلامة الصادرة من قبل وزارة الداخلية وبلدية الكويت والادارة العامة للاطفاء وغيرها من الجهات المعنية. واليوم رسالة للشباب ديروا بالكم على أنفسكم، يجب عليكم الالتزام بالقوانين وشروط السلامة الصادرة من الجهات، وهذا بالنهاية لسلامتكم وسلامة الآخرين.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.