في زمن من الأزمان و في كلية من الكليات أقصد غابة من الغابات التي يسود بها الذئاب…
كان هناك ذئب كبير في العمر يقفز هنا و هناك يريد من قفزاته بعض الضحكات و ابتغاء للإنتباه.
و في يومٍ من الأيام و أثناء مراقبه هذا الذئب للأرانب المسؤول عنها في فترة الاختبار، شعر الذئب بالعطش فأراد إن يذهب إلى البحيره ليروي عطشه.
فقال الذئب لأرانبه : اعتذر منكم سأذهب للبحيره دقائق و أرجع لكم…
خرج مسرعا للبحيره ، فرأى أثناء ذلك إحدى أرانب مجموعة أخرى…
فقال لها : راقبي أرانبي في الداخل أمرا وليس فضلا…
فهو لا يريد بعض الشغب! وما على الأرنبه إلا السمع والطاعة…
ما لا يفقه به هذا الذئب ، أن الأرانب لن تسمع لبني جنسها و لن تخضع الأرانب لبعضها البعض…
فعمت الفوضى المكان بغياب الذئب…فشعر هذا الأرنب بالعجز و الخوف من أن يحضر الذئب و يرى مايحدث الآن.
فقالت الأرنبه لبقية الأرانب : أرجوكم قوموا بتخفيض اصواتكم سيسمعكم الذئب وإنا على الذئب لسنا بقادرين!!
و لكن لم يستمع لها أحد.
حضر الذئب غاضبا و قائلا : أصواتكم عالية جدا ! ماهذه الفوضى وحتى لم يشكر الأرنب المسكين .
وحين همى الأرنب بالخروج ليكمل سيره إلى بيته…
ناداه الذئب: أيها الأرنب لقد سرقت مني قلمي الأحمر الجاف الذي أسوم به أرانبي !
خاف الأرنب أنه ربما فعلا أخذ قلمه بدون إدراك فرد قائلا : لأبحث عنه في حقيبتي سيدي ربما أخذته دون قصد. (فالجميع هنا يخافون الذئاب!!)
لم يجد هذا الأرنب قلم الذئب الأحمر فأحس بالراحه و قال للذئب : أنه ليس عندي…
رد عليه الذئب صارما : لقد سرقته !
و رجع إلى الارانب بالقاعة الدراسية…
فشعرت الأرنب بالحرج و الخجل أمام الأرانب الأخريات، و لم يأبه هذا الذئب بذلك فهم معشر الذئاب فوق جميع الاعتبارات…
فأرادت الأرنب أن تكمل طريقها بالخروج بصمت لكن اعترضه الذئب مرددا مرة أخرى : لقد سرقتي قلمي الأحمر الجاف !
ما لا يعرفه هذا الذئب أن بحقيبه هذه الأرنب ما يقدر على شراء الغابه وحتى يستطيع دفع مبلغ الساعات الاضافية لهذا الذئب المنتظره منذ فترة…
فأكمل الذئب : أعطيني حقيبتك لأفتش فيها !
صدمت الأرنب بهذا الأمر و رفضت قائله : لا يحق لك أن تفتش حقيبتي ففيها أشيائي الخاصه ! لتجعل أحدا الأرانب تفعل ذلك كوننا من نفس الجنس و لا حرج بيننا.
فرد عليها الذئب : لا بأس بذلك…
فتشت أرنبه كانت موجوده بالمقدمه حقيبه الأرنب المسكينه و لم تجد القلم الأحمر الجاف !
و ضحك الذئب و باقي الأرانب بالتبعيه على معالم خجل الأرنب المسكينه فأرادت الخروج ململمه ما تبقى من كرامتها مردده بداخلا لعلي انسى هذا الموقف المعتاد من صفاقة الذئاب في كليتي وخلال لحظات تجميع الشتات… أوقفها الذئب للمره الثالثة…
قائلا : لما ترجفين هكذا ! لماذا أنتي خائفه.
ربما الخجل والحياء أمر لا يعرفه هذا الذئب ام هي تعود الطغيان انساه حق الآخرين…
فشعرت هذه الأرنب بالإهانة الشديده…
و أرادت أن تروي قصتها لكم لكي يسلي خاطرها ولعل كلماتها تصل إلى كبير كبير الذئاب ويضع حد لطغيان قطيع الذئاب على شرذمة الأرانب الضعفاء.