إن أردنا أن نبحث حول الفكر الداعشي في كل من العراق وسوريا ، سنجد أن بحثنا سيمتد إلى دول عربية كثيرة غير العراق وسوريا ، فالكثير من الدول إن لم تكن جميعها تشارك أو على أقل تقدير تؤيد بصورة أو بأخرى .. الفكر الداعشي !
فلنبحث عن جانب واحد فقط من هذا الفكر ، فليكن الأعضاء وجنسيات المنتمين لهذا التنظيم ، سنجد أن جميع الجنسيات والإنتماءات والطوائف مشتركة فيها ، وإن أردنا أن نتعمق قليلاً في البحث ، سنجد أيضاً أن الدعم المادي والمعنوي حتى هذه اللحظة تصل إلى هذا التنظيم من مواطنين من كل الدول العربية بلا إستثناء !
إذا إفترضنا على سبيل المثال أننا نعيش على أرض لا يوجد به قانون يعاقب على السرقة والقتل والإغتصاب ، سنجد أنفسنا أمام عصابات ستنتشر في كل الشوارع للقتل والسرقة وإستباحة الحرمات ، وهذا ما حصل بالفعل في سوريا والعراق ، ففقدان الأمن كانت هي البوابة التي جعلت كل العصابات والمجرمين في دولنا يجتمعون في تلك الدول لعمل كل ما هو مباح بإسم الدين !
وهذه النقطة بالتحديد ما لجأت إليه الدول العظمى بالتعاون مع بعض الحكومات العربية الفاسدة بالإضافة الى الموساد لإستغلال الثورات التي حصلت في بعض الدول بإسم الحرية والديمقراطية والعدالة ، لضرب الأمن وفقدان الآمان لإعطاء المجال لتلك التنظيمات في توحيد صفوفها وتجميع أفكارهم على أرض واحده وتزويدهم بالسلاح لزعزعة الإستقرار ونشر الفوضى والكراهية بإسم الإسلام !
إن فقدان الفكر الإسلامي الصحيح وزيادة الجهل وإنتشار خطاب الكراهية بالإضافة إلى الفقر في الدول العربية جعلت منها أرض خصبة للتمسك بهذا التنظيم وتأييد فكره المنتشر بيننا !
فهل يعقل أن الدول العربية مجتمعة بهذا الحجم العسكري والإقتصادي ، لا يستطيع أن يقضي على تنظيم صغير يهدد العالم بأسره ، وهل يعقل بعظمة أمريكا وأوروبا أن يهدد من قبل فلة من الشباب !
إن بقاء مثل هذا التنظيم بات ضرورياً للكثير من الدول ، فهي الورقة الرابحة للبعض وسوق غني بتصريف السلام وتهريب الأموال والنفط ، وفي النهاية هذا التنظيم على أرض عربية وبأموال عربية ويقتلون العرب !
فهل عرفنا لماذا دولة الإسلام .. باقية ؟
والله المستعان …