الحق حق، يا الربع، والظلم ظلمات. ومن ينكر أن المنطقة تغلي وتفور، هو إما نائم على مخدة من ريش النعام، أو على مخدة من ريش الحمام، لا تفسير ثالثاً لحالته.
فجمهورية روسيا تضحك بقهقهة مرعبة، على طريقة عادل أدهم في لحظات غضبه، وقبل انتقامه، وتركيا تنادي أبناءها، الذين يلعبون أمام أبواب منازلهم، ليدخلوا بيوتهم قبل أن “يأتيهم الحرامي الروسي”، وإيران تتفقد سكاكين مطبخها، والعراق يجمع الحصى لإيران، والكويت أدركت خطورة الوضع فقررت التصدي لطلبتها في أميركا، الذين هتفوا هناك بالأهزوجة الأشهر “يا مسلم يا ضمير الشعب كله”.
وانتفض مجلس الأمة، عبر هدّافه رقم عشرة، نبيل الفضل، الذي قاد هجمة مرتدة من الوسط وعلى الأجنحة، تحت إشراف الوزير علي العمير، الذي يتنقّل بين الوزارات الدسمة على طريقة النحلة والأزهار، فيمتص رحيق هذه، ورحيق تلك، وهو وزير يجيد امتصاص الرحيق، على الطريقة الإسلامية التي يفضّلها.
ومسلم البراك منظمة إرهابية، يجب أن نتعامل مع من يردد اسمه كما تتعامل مصر مع شعار رابعة العدوية. وأخشى، إن تهاونت السلطة مع الشعار، أن يردده الناس بألحان أخرى، وفي أماكن أخرى. فاليوم يردد الناس هذه الأهزوجة بلحن “الفرينسي” و”المجيلسي”، وغداً قد نسمعها على لحن “المسحوب”، وبعد غد على لحن “الهجيني”، وقد يستفحل الأمر فنسمع هذه الأهزوجة على لحن “المنكوس”، والعياذ بالله، الذي يجر الياء في كلمة “ضمير”، جراً لا رحمة فيه ولا هوادة، فيقال “ضمييييير”، ونحن نمر بمنعطف حرج، لا يسمح بجر الياء، ولا تحريك الراء الساكنة. حمانا الله وإياكم من هول المصائب.
وقد تصل بنا الأمور، إن لم نتبع أولويات نبيل وعلي العمير، إلى أن يتعاطف الطلبة الأميركان مع زملائهم الكويتيين، ويرددوا الأهزوجة على لحن “الراب”، والراب نذير خطر، قد يهلك الزرع والضرع، كما تعلمون.
والحمد لله الذي سخّر للكويت القدرة على “تحصين الجامعات الأميركية من هذا العبث”، فحَمَت الأجيال الأميركية من الأخطار والكوارث، وعسى أن “يبيّن هذا في عين أميركا”، فلا تنسى أميركا أننا حصنّاها كما حصنّا الكويت قبلها. وأتمنى أن نشاهد الطلبة، في المؤتمرات المقبلة، وهم يرددون أهزوجة الفخر: “كاف واو ياء تاء… كويت… أحبچ يا لِكويت”، يا وجه الله.