بما أن جوائز نوبل أعلنت قريباً، وبما أن أحداً من شعوب الخليج العربي لم يفز بأي جائزة من جوائز نوبل، وبما أن جوائز نوبل، أساساً، تُمنح لعلماء الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والرياضيات وما شابه، وهي علوم كئيبة مملة، تجلب النعاس والهم، ولا جماهيرية لها ولا عشاق… فلمَ لا نؤسس، نحن الخليجيين، جائزة بمستوى نوبل، تهتم باهتماماتنا، وتصطبغ بلوننا، وترتدي لباسنا، وتتحدث بلهجتنا، وتحمل اسمنا؟
يعني، نسمّي الجوائز “جوائز نوفل”، ونمنحها لأنشطة مختلفة عن أنشطة نوبل. فتكون هناك، على سبيل المثال، جائزة لعفة اللسان، يتنافس عليها نبيل الفضل ومحمد جويهل وغيرهما من الفضلاء العقلاء. وجائزة أخرى لمصداقية نقل الخبر، تتنافس عليها بعض الصحف الورقية والإلكترونية، كتلك الصحيفة الكويتية العملاقة التي كشفت تصريحات لهيلاري كلينتون، رغم أنها لم تقلها، لكنه السبق الصحافي وقراءة الشفاه والعيون. على أن ينافسها كتّابٌ على شاكلة الزميل الفضائي، الذي أحرج الموساد و”اف بي آي” وبقية أجهزة المخابرات العالمية، بأقمارها الصناعية، وأجهزتها المتقدمة، وأتعبها، وهي تحاول اللحاق به وبمصادره المحترفة، إلى أن لهثت، وتدلدلت ألسنتها لشدة العطش، وجلست على الرصيف، وأيديها فوق رؤوسها المنكسة.
وبالطبع ستشارك، في المنافسة، صحف خليجية تبدأ أخبارها بـ”كشف مصدر موثوق رفض الإفصاح عن اسمه”، قبل أن ترقص حروفها في ثنايا الخبر بما لذ وطاب من الأخبار الخيالية.
وبالتأكيد ستُخصص جوائز لأجمل ناقة، وأجمل قطة، وأجمل حمامة، وأجمل تيس. أما “أم الجوائز” فسيفوز بها صاحب أجمل رقم هاتف، وأجمل لوحة سيارة. وستحتدم المنافسة على الجوائز النسوية، وسيشتعل الصراع على جائزة أجمل “كحلة عين”، وأجمل فستان سهرة، وأجمل حناء. وأزعم أن الكويتيين سيحتلون منصات التتويج، وسيستحوذون على جوائز نوفل، وعمامته. وأزعم أن نوفل سيبطح نوبل أرضاً ويسحب البساط من تحته، جماهيرياً. وهذا الميدان يا حميدان.