سألني أحد الأصدقاء سؤالًا لم أفكر بإجابته من قبل: «أي المطارات إليك أحب!؟»
والحقيقة أنه سؤال صعب لكثرة الخيارات! فلقد تغيّر مفهوم المطار في السنوات الخمسين الأخيرة، منذ أن كانت الطائرات تحط في العراء؛ وعبر مبانٍ بسيطة تخلو من الخدمات، وصولًا إلى الصالات الحديثة في العقدين الماضيين، والتي تحيط جدرانها بالمسافرين الذين يدخلون من صالة المغادرة وعبر الجسر إلى الطائرات، ويخرجون من صالة الوصول وهم لم يروا طائرةً واحدة!
ومؤخرًا بات الجيل الحديث من المطارات -ذات الأسقف الزجاجية العالية التي تتيح أكبر رؤية للمسافرين للطائرات المقلعة والهابطة- مدنًا متكاملةً بحد ذاتها ترتبط بقطارات تحت وفوق الأرض، وتحوي متاجر لأكبر الأسماء والمطاعم وصالات المسافرين ذات الموائد والمشروبات وغرف التدخين،كما توجد فنادق عالمية تتوسط تلك المطارات تخدم بشكل كبير الركاب المواصلين والمتأخرين الذين حبستهم ظروف الطقس.
عودًا على سؤال الصديق أعلاه، حقيقةً أدهشني مطار «هونج كونج» الحديث، بضخامته وتعدد بواباته، وإن كنت أرى في مطار «كوالامبور» نسخة مصغرة منه.
ورغم وجود صالة وصول لركاب الدرجة الأولى بإمكانهم الاستحمام والطعام بها قبل موعد اجتماعهم في لندن، إلا أن مطار «هيثرو» مازال يفتقر للخدمات تجاه ملايين الزوار . الصالة الحديثة رقم 2 في مطار «ديجول» تحاول تعويض بؤس الصالة رقم 1 التي بنيت في ستينيات القرن المنصرم.
مطار «جنيف» ليس كبيرًا، لكنه مُنظَّم كالساعات السويسرية، وفي مطار «جوتنبرج» يشعر المرء بأنه في منزله قبل أن يكتشف أن المطار مؤثث من قبل الشركة السويدية «آيكيا»!
أحسبني أميل للمطارات الأمريكية الموحدة التصميم، ربما لتقارب بواباتها ومحالها الصغيرة، إلا أن ما ينغص تلك التجربة طول الطوابير الأمنية.
في مطار دبي أشعر بالألفة بسبب كثرة الهبوط فيه؛ حتى أن نادل المقهى المجاور للبوابة بات يعرف طلبي ويقوم ببادرة لطيفة برسم طائرة بحبيبات الشوكولاته على رغوة القهوة!. مطار دبي هو الأسرع نموًا في حجمه وعدد مسافريه، سوقه الحرة تغري بشراء العطور والسيجار الكوبي، لكن الأخير ليس منافسًا لسيجار مطار «رفيق الحريري» ببيروت، حيث توجد صالة خاصة لتدخينه على الطراز الكوبي بمقاعدها الجلدية الوثيرة.