لم يكن الشيخ اللواء أو اللواء الشيخ مازن الجراح الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والجوازات، وهو بأي الصفتين اللتين يحملهما معاً يمثل السلطة الحاكمة، متجنياً على من تعرض لهم في لقائه التفلزيوني.
فالبدون الذين يريد اللواء الشيخ فرض جنسية جزر القمر عليهم، وبالتالي يصبح ترحيلهم أمراً بسيطاً، أو الذين سحبت جناسيهم أو أسقطت أو “فقدت” (التلاعب بالوصف القانوني هو أداة إسباغ المشروعية على أي قرار سياسي ينتهك الشرعية الدستورية)، مثل عبدالله البرغش أو أحمد الجبر أو نبيل العوضي أو سعد العجمي، ومثل النائب السابق صالح الملا الذي يبدو أنه، حسب غمز اللواء الشيخ، غرد عن الجنسية في لحظة انتشاء متأخرة، كل من سبق ذكرهم ومعهم، زيادة بالخير، وفق ثقافة اللواء الشيخ، المتجنسون، وكذلك الكويتيون بصفة أصلية أو كانوا بالتأسيس، هم كلهم عند اللواء الشيخ مجرد أرقام، تصدقت عليهم الدولة… الدولة هي النظام، هي الشيوخ، وأهم معلم فيها حين يصبح الشيخ لواء أو يتبوأ مركزاً كبيراً ولا يمكن أن ينافسه أحد من المتصدق عليهم بالجنسية في أمن النظام.
الشيخ اللواء، لم يكن متجنياً، كان عفوياً بعباراته، وإن غاب عنه فهم معاني المواطنة وقبلها استيعاب أبسط المبادئ الدستورية عن المساواة وحكم القانون، وأهمها المساواة في المواطنة، كان اللواء يتحدث بتلقائية “الشيخ الدولة” التي تعطي وتهب وتغضب وتضرب، تعطي الجنسية وتستردها، تهب الأموال وتطلب الصمت عن الخطأ والفساد مقابل الهبة، تعلم المواطنين أصول الأدب وتربيهم كالأب الكريم والقاسي في آن واحد، هي المعلم الناظر المهيمن المؤدب حامل العصا في صفوف مدرسة المواطنين أو “مدرسة المشاغبين”، ولا فرق هنا بين مسرحية كوميدية وكوميديا سوداء شاهدنا بعض فصولها في مسرح مازن الجراح.
الشيخ المعلم المؤدب في مدرسته الخاصة أو سجن أمن الدولة، يشد من أذن المواطن الطفل، أو “يجحش” السجين حتى يتأدب، مثلما تم تأديب الميموني قبل سنوات بسيطة لاتهامه بجريمة ما.
حارس السجن يعاقب ليس حسب أصول القانون فقط، وإنما أيضا حسب المزاج السلطوي حين يشاغب أحد الطلبة المواطنين، ويعبر عن رأيه أو يتحدث ذلك الطالب “المشاغب” في قاموس الشيخ الدولة عن ظلم كبير أو فساد عظيم في أسوار المدرسة الخاصة، فيسجن المشاغب أو تسحب جنسيته، وهناك ألف طريقة للعقاب في مدرسة المشاغبين، هي مدرسة شيوخنا، يالله تحفظهم، ونحن… طلاب أرقام، رعية، اختاروا أي نعت تجدونه مناسباً، وحين يهز الشيخ عصاه علينا أن نخاف، ولا تنسوا أنه يتوعد بعصا القانون، كما بشرنا الشيخ اللواء أحد معلمي المدرسة بأن “دولة القانون موجودة”.
في دولة ومدرسة القانون هذه علينا أن نقبّل “أيدينا مقلوبة” أو حتى “لا يطلع اللواء ملفاتنا”، فكل مواطن ملف، ولكل لواء شيخ سلطة ابتزار المواطن بخبايا الملف….!
أفترض أن الشيخ اللواء مازن لم يكن يقصد أن يعير الزميل شفيق الغبرا بالجنسية الكويتية، حين “تصدقت الدولة المشيخية” على والده المرحوم د. ناظم الغبرا بها، الذي كان مع غيره من أطباء ومهنيين عرب قدموا أعظم الخدمات للدولة في أيام البساطة، ولم تسجل شوارع ومدارس وقطع سكنية بأسمائهم، وتم نسيانهم.
أفترض أن كلمة اللواء الشيخ بحق شفيق هي في سياق كلام عابر لم يكن المقصود به تعيير شفيق، فحسن النية مفترض هنا، هذا ما يمليه المنطق والقانون، وهذان بعيدان جداً عن مدرسة اللواء الشيخ مازن الجراح… لطفك علينا طال عمرك.