«هيضني» منظر شابة «سنافية» في مقتبل عمرها في إحدى الجمعيات وهي تحمل بيدها كرسيا ليس خفيفا وباليد الأخرى تدفع عربة التسوق. الكرسي كان لسيدة كبيرة في السن كانت ترافقها وكل دقيقتين أو ثلاث تفتح تلك الفتاة الكرسي لتجلس عليه تلك السيدة المرافقة لها. تفعل ذلك بكل رحابة وسعة صدر بدون تذمر أو تأفف.
لسان حال تلك العجوز يقول: «قربي الكرسي يا بنيتي» فقد تعبت قدماي.«قربي الكرسي يا بنيتي»، فالدنيا دين ومكيالها لا يزيد ولا ينقص فكما أودعت فيها ستأخذين وإن طالت المدة. «قربي الكرسي يا بنيتي» فالله سبحانه زرع فيك ما قدمته لأمي في حياتها من غير زيادة ولا نقصان. «قربي الكرسي يا بنيتي» فإني وإن خانتني قدماي فما زلت قادرة على رفع يدي إلى السماء والتضرع لله عز وجل ان يوفقك في حياتك وان يجزيك أحسن الجزاء على برك لي في آخر سنيني.
«قربي الكرسي يا بنيتي» فإني وإن ضعف النظر في عيني فهما تختزنان صورك وانت تقومين بي آخر الليل وأول النهار تعتنين بي في أكثر حاجاتي خصوصية ولا تتركيني تحت رحمة خادمة أجنبية اللسان والوجه واللسان تقسو علي أحيانا وتتأفف مني كثيرا.
«قربي الكرسي يا بنيتي» فإني وإن انقطع دخلي وشحت الفلوس في جيبي فما زلت ألبس أحسن اللبس وحاجاتي حولي كلها متوافرة وفي جيبي الصغير بعض الخردة افرح بها أحفادي الصغار حين يأتون ليسلموا علي. كل هذا بفضل الله ثم فضلك لأنك خصصت جزءا بسيطا من دخلك لي يا بنيتي كل شهر لا يتأخر.
نقطة أخيرة: في المناسبة القادمة التي ستحضرها أو حفل العشاء الذي ستذهب إليه ركز في وجوه الجميع ستلاحظ بعضهم يبدو على وجهه بعض النور والكثير من راحة البال اسأل عنهم ستجدهم هم البارين بوالديهم على كبر سن. فإن أردت سعة الرزق وراحة النفس فبر والديك.
آخر مقالات الكاتب:
- الإستجواب الغير مستحق
- أمنية من أهالي «عبدالله المبارك» لعناية وزير الأوقاف
- لا والله إلا شدو البدو يا حسين
- درس كبير في السياسة من صاحب السمو
- 2017 قررت أن أكون سعيداً
- بديت أشك في الوسادة
- توظف 8000 كويتي وتربح سنويا 200 مليون..لماذا تخصخصها وتفككها؟!
- مرحبا بملك السعودية التي هي سندنا يوم غيرنا مالقي له سند.
- إخضاع عمليات السمنة في «الخاص» لرقابة أقوى
- انتهت انتخاباتكم تعالوا نرجع وطناً