في موقف اشغل العالم ، وفي ظل الحرب المشتعله ضد الارهاب الداعشي قامت القوات التركية باسقاط أحد الطائرات المقاتلة الروسية التي تدك مواقع داعش في سوريا ، اعتبرها البعض انها كانت ضربة للدفاع عن داعش و اعتبروها اخرون دفاعاً عن السيادة التركية .
و بغض النظر عن صحة الروايات التي نقلها كلا البلدين فتركيا تقول ان الطائرة قد اخترقت الأجواء التركية و روسيا تقول عكس ذلك وتصر على أنها كانت داخل الاجواء السورية المحاذية لتركيا حيث يتوافد ويتجمع المسلحون .
فلو لاحظنا بعد ساعات قليلة من اسقاط الطائرة اشتدت الحرب الاعلامية بين البلدين (تركيا و روسيا) ، وفي أوج هذه الحرب خرج وزير الخارجية الروسي بمؤتمر صحفي ( شديد اللهجة ) وهاجم وتوعد تركيا ببعض الخطوات التصعيدية ، ووجه من خلاله عدة رسائل لتركيا وللعالم أجمع .
ومن ابرز ما وجهه لافروف ( وزير الخارجية الروسي) انه سيعيد النظر في البنية العسكرية وسيقوم برفع نسبة تواجد قواته العسكرية في سوريا وهذا يعتبر تحدياً جدياً وصارماً في مواجهة الحركات المسلحة .
والأبرز منه كان قوله ؛ انه لا يمكن أن نترك ما حدث دون رد ، هنا يكمن السر فكيف ومتى سيكون الرد !؟!؟ يقول المتابعون ان هناك عدة خيارات لدى روسيا للرد على الحادثة سأذكر منها عدة نقاط :
١- ان القوات الروسية ستضرب تركيا عسكريا اما بالدخول البري عبر الحدود السورية او عن طريق ضربات جوية ، وهذا امر مستبعد حالياً لعدة اعتبارات اهمها انشغاله في محاربة الارهاب التكفيري في سوريا.
٢- تقوم روسيا بضربات استخباراتية في الداخل التركي عبر دعم الأكراد و بعض الاحزاب المعارضة مما سيسبب صداع داخلي للنظام التركي (اي باشغاله من الداخل) خصوصاً في هذه الفترة التي تعيش بها تركيا اكثر مراحل الهدوء السياسي بعد سيطرة حزب اردوغان على كل مراكز القرار .
٣- قيام الطائرات الروسية بضرب اي طائرة تركية تخرق الاجواء السورية واعتبارها عدوة تريد دعم الجماعات التكفيرية .
٤- ضرب روسيا لتركيا سياسياً ، من خلال اعتبارها الداعم الابرز للارهاب خصوصاً وان لافروف قد ألمح في مؤتمره انه سيقدم لمجلس الأمن الإثباتات بتورط الدول الداعمة للأرهاب في سوريا وتورط منظمات اقليمية للاتجار بالأعضاء البشرية من جثث السوريين وبهذا الموقف سيشكل ضغط سياسي واحراج دولي لتركيا .
كل هذه الخيارات واكثر أصبحت مفتوحة الان أمام الدب الروسي بعد التهور التركي ، فالروس الآن يستطيعون توظيف حادثة الطائرة لصالحهم ، لفرض قوتهم وتواجدهم في المنطقة اكثر ، خصوصاً انها الان اصبحت ضحية ومن حقها الدفاع عن نفسها .