اختلاف الثقافات لا ينحصر في عادات الشعوب التي تختلف لغاتها فقط، ولكن قد تختلف بين نفس الشعوب التي تتحدث نفس اللغة، فهناك ثقافة تغير المسميات بينهم لكثير من الأمور وعلى سبيل المثال ثقافة تسميات الأمراض.
فمرض الانفلونزا المعروف لدى أغلب الناس، هناك من يطلق عليه اسم «النشله» وقد حاولت أن أجد سببا لهذه التسمية ولم أجد تفسيرا منطقيا، لذلك فإنني سأقول كما قالوا في مسرحية «شاهد ما شفش حاجة»: «نورت المحكمة» وسأنوركم وأبين لكم لماذا سميت بذلك الاسم؟
لقد اشتق اسم النشله من النشال الذي يسرقك دون أن تعلم معتمدا على خفة يده أو ثقتنا به وهو نفس حال مرض النشله الذي يدخل علينا دون إذن وقد ينقل لنا من خلال السلام والمصافح وهو ينشل ممن يصيبه العافية ويهد الحيل وكأنه مكسر فكل عظم فيه يؤلمه!
وهناك من يطلق على نفس هذا المرض اسم «أم الرخوم» ولم أجد معنى للتسمية عند أي شخص ولن أتفلسف وأفتي بسبب تلك التسمية ولكنني تعجبت من سبب تسميتها بـ «أم الرخوم»، فإن كانت الأم بهذه القسوة وهد الحيل، فماذا سيفعل بنا زوجها أبوالرخوم؟!
أرجو ألا يسألني أحد عن القصد من الكتابة عن هذا المرض وإن كان لديه شك بأنني أقصد أمرا سياسيا أو اجتماعيا فهو حر بظنه وقد يكون ظنه حقيقيا، ولكنني لم أذكر أي اسم وهذا ما يجعلني بريئا من أي اتهام.
أدام الله مجتمعكم خاليا من النشله والنشالين ولا دامت ام الرخوم وزوجها الذي لا يريد بنا خيرا.