فجعنا كما فجع العالم الحر مساء الأمس بخبر قيام شخصين بعملية انتحارية مزدوجة (وفشل شخصين اخرين) بجانب حسينية الامام الحسين في برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية ، وما خلفته من عدد كبير من الشهداء والجرحى .
هذه العملية التي تبنتها داعش بعد سويعات قليلة من التفجير ، والتي تعد العملية الاضخم في الضاحية خصوصاً بعد الهدوء الذي ساد لفترة طويلة دون وقوع اي عمل ارهابي في هذه المنطقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله في لبنان .
ومع وقوع هذه العملية الجبانة لم يستغرب احد تبني داعش لها لان الانظار كانت متوجهة لها منذ اللحظة الأولى ، خصوصاً وان هذا الاسلوب هو اسلوبهم ، اسلوب الغدر الذي تعودناه منهم ، فهم (داعش) كما عهدناهم لا يستطيعون المواجهة المباشرة مع رجال حزب الله في الجبهات فيلجؤون الى الغدر بتفجير شعب المقاومة وخصوصاً النساء والاطفال .
لكن المستغرب هو ان يخرج عدد من السياسيين و “النخب” في الكويت ليعبروا عن فرحهم بهذه العملية الجبانة ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي صراحةً تارة وتلميحاً تارة أخرى “يغردون” ويباركون العملية دون مراعاة لا لمشاعر العوائل المنكوبة ولا لمشاعر ملايين الاحرار في العالم .
خرج هؤلاء السياسيون الكويتيون “الدواعش” ليباركوا العملية الجبانة بعد اقل من ساعة من قيام سمو الأمير باستنكار العملية وتقديم واجب للعزاء للبنان بالشهداء ، وهذه المباركة تحمل في طياتها عدة رسائل ممكن ان يفهمها كل متابع وسألخصها بالآتي :
1. ان الفكر الداعشي مازال منتشراً في الكويت وليس بين (البسطاء) فحسب بل بين من يفترض لهم ان يكونوا نخب سياسية ومحامين .
2. تهنأتهم ومباركتهم أتت بعد فترة قصيرة من مواساة وتعزية سمو الامير وكأنها تحدٍ صارخ له شخصياً و مخالفة لتوجيهاته وسياساته .
3. انهم يتألمون لما يرونه من تقدم ساحق لحزب الله و حلفائه في سوريا ، ومن ما يتلقى الدواعش وبقية المسلحين من هزائم كبيرة ، فأرادوا هذه العملية الجبانة ان تكون متنفس لهم ليرفعوا رأسهم فيها بين اقرانهم واتباعهم .
فهنا وبعد سقوط الاقنعة وانكشاف الوجوه والقلوب السوداء العاشقة لعلم داعش الأسود ، يجب على الحكومة ان تتحرك وتواجه هذا الفكر التكفيري برموزه وشخصياته ، وان لا تتهاون معهم لما يشكلون من خطر واضح خصوصاً بعد اعتبار داعش حركة ارهابية عالمية .
ولتكن الحكومة وأجهزتها الأمنية على حذر ، فإن من بارك هذه العملية الجبانة لا يستبعد ان يقوم بمثلها هنا في الكويت اذا سنحت له الفرصة ، وحادثة تفجير مسجد الامام الصادق عليه السلام ليست عنا ببعيدة .
وختاماً ، رحم الله الشهداء السعداء ، ورزق الجرحى الشفاء العاجل ، وحفظ لبنان والكويت وكل بلداننا من ارهاب داعش وفكرهم النتن .