الله يهدي أميركا، ويصلح بال المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون. ما كل هذا العقوق والتقصير في حق نتنياهو وبقية المتشددين الصهاينة الكرام أولاد الحرام؟ فقد قرأتُ ترجمة مقالتها التي نشرتها صحيفة “ذا فوروورد”، مخاطبة اليهود الأميركان، أو قل خاطبةً ود اليهود الأميركان، بأسلوب لا يخطر على بال أم العريس التي تتودد عند أم العروس وتعلن استعدادها لدفع المهر مهما كان نفيساً، في حين تتمنع العروس وتتغنج وتتدلع.
لكنني، للأمانة، ومن باب إحقاق الحق، بحثت في المقالة عن أي تعهد من قِبل أم العريس، هيلاري كلينتون، عن توفير الشامبو والبلسم، اثنين في واحد، لكل إسرائيلي يريد أن يستحم، فلم أجد. ولم أجد، كذلك، أي تعهد من قبل هيلاري بتوفير ملمّع أحذية لكل يهودي يعيش في أرض فلسطين. أي والله. والحقيقة أنني لم أجد ترجمة كاملة للمقالة، بعد أن اكتفت بعض الصحف بترجمة “أهم ما جاء في المقالة”، ولعل هيلاري تعهدت بذلك، لكن المترجمين رأوا أن الشامبو ليس من أهم ما جاء في المقالة.
والأدهى من ذلك، والأنكى، أنها لم تتعهد بتجفيف أجسام المتطرفين الصهاينة، بعد الدش. أي والله. تخيل. ولا أدري كيف يطاوعها قلبها على ترك اليهودي المتطرف يستيقظ من نومه، ويركض إلى الحمام، ليلحق ببقية العصابة التي قررت تدنيس المسجد الأقصى، وقتل كم طفل، فوق البيعة… تخيل منظر هيلاري وهي تترك هؤلاء من دون أن تجفف شعرهم، أو تلف لهم سندويتشات “يرمّوا” فيها عظامهم في الطريق، قبل أن يدنسوا الأقصى، أو قبل أن يقاوموا الإرهاب، كما تصف هيلاري أفعالهم! كيف طاوعها قلبها على ذلك؟ يا لطيف.
هي تعهدت بمقابلة نتنياهو في غضون شهر بعد انتخابها رئيسة، وتعهدت بتعميق العلاقات الأميركية- الإسرائيلية بشكل أكبر، واعتبرت الغضب الفلسطيني إرهاباً، والقمع الصهيوني مقاومةً لذلك الإرهاب، واعتبرت إسرائيل بالنسبة لها “حلماً”! وتحدثت عن أمور كثيرة تُرضي أم العروس وتُخجلها، إلى درجة دفعت أحد اليساريين الإسرائيليين إلى التخوف من كل هذا الود، باعتباره يستفز الفلسطينيين، ويشجع نتنياهو على التمادي في القتل والقمع، ويُظهر إسرائيل بصورة دموية.
على أية حال، تعالوا معي نتمنى ألا تنسى هيلاري، في مقالاتها المقبلة، أن تتعهد لنتنياهو بشراء لوازم المطبخ، ومبيّض القهوة، وزيت بيبي جونسون، من السوبر ماركت، قبل أن تمر على المخبز في طريق عودتها لشراء الكرواسون بالجبنة. وأن ترفع في حملتها شعار “كرواسون لكل صهيوني متطرف”.