بات تصحيح خط التجمعات السياسية ضرورة ملحّة خاصة بعد أن مر البلد بأزمات سياسية كثيرة يغلب عليها الطابع الشخصاني الذي جاء بهدف المصالح الشخصية التي كانت ولا زالت تمارس على حساب الوطن والمواطن من قبل أصحاب الشو السياسي الذين بكل وقاحة يجيدون فن الخداع بتطرقهم لقضايا طائفية نتنة، وهذا للأسف حقيقة المشهد القبيح الذي نعاني منه، لذا نحن اليوم بحاجة إلى كشف زيف هؤلاء القافزين بمظلات المصالح الضيقة.. كيف يحدث ذلك؟!
أولا، لابد أن يفهم الجميع أن الإصلاح الحقيقي والواقعي دائما ما يأتي بتقديم الحلول المنطقية التي تلامس هموم الناس وما يعانيه الوطن لنخرج من أزماتنا بنجاح من خلال أفكار أشخاص يملكون الضمير والحلول والعمل معا بكفاءة، وهذا الأمر بحاجة إلى مشاريع إصلاحية واضحة بعيدة عن سلسلة الانتقام السياسي ويجب أن تدون على الورق ومن ثم يتم نقلها للمجتمع للمشاركة الشعبية والقبول بنقدها وتعديل بنودها حسب ما يتناسب مع الواقع المجتمعي خاصة أن كل مجتمع له خصوصياته، وقد تكون هناك إصلاحات تنفع لمجتمع ما وقد لا تنفع لمجتمع آخر فمن هذا الباب يجب انتقاء الحلول بعناية شديدة تتناسب مع الواقع الاجتماعي والسياسي في البلد.
وهذا ما نحتاج إليه وهو الخط السياسي الإيجابي الذي يجب أن يكون خير بديل لساحات التنظير الذي نراه منذ زمن طويل بلا أدنى فائدة ولم نر إنجازاته على أرض الواقع، وللأسف كل ما نراه هو التكسب الشخصي من خلال طرح قضايا انتقامية فقط تمارس لدغدغة مشاعر الناس من دون وضع أي حلول واقعية.
فمن هنا لابد أن نلتفت بنظرة إيجابية لانطلاق وثيقة تجمع المسار المستقل الإصلاحية التي تشتمل على حلول واقعية لعدة قضايا نعاني منها في البلد، أبرزها يكمن في الإصلاح السياسي الذي يتناسب مع الواقع المجتمعي الذي نعيشه، لاسيما بعد أن فشلت التجارب السياسية نتيجة حسابات وترضيات سياسية أوصلت الوضع العام إلى حالة انقسامات قبلية وطائفية وفئوية، فضلا عن حلول اقتصادية وصحية وتربوية واجتماعية وغيرها من قضايا عدة تتعلق بمعظم المشاكل التي نعاني منها، وهذه الوثيقة سيتم تسويقها للساحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من خلال ورش حوارية وستكون قابلة لتبني أفكار متجددة من قبل كل من يسعى لحل المشاكل.
والشيء الجميل أن تجمع المسار المستقل استطاع أن يقدم للمجتمع ما لديه من رؤية تشمل جميع القضايا، وهي جاءت بجهود وأفكار شبابية مخلصة وعقلانية، لذا نتمنى من كل التيارات السياسية تقديم أطروحات شاملة من الحلول ونقلها للمجتمع بمنزلة برنامج حقيقي قابل للتطبيق، والأهم هنا أن يكون المجتمع إيجابيا، فبدلا من النقد المباشر من البعض للأشخاص نتيجة مواقف لا تتناسب مع توجهاتهم، يجب العمل على النقد البناء وتقديم ما يملك من حلول من اجل وطن يحتاج جهود الجميع.