لعلم من سأل، ليس بيني وبين إدارة معهد الأبحاث أية علاقة مطلقا، لا تجاريا ولا شخصيا، ولا أعرف حتى اين يقع مبنى المعهد، ولكني معني بالحديث عن مثال في الدولة كان شيئا ثم اصبح لا شيء بفضل سياسات المحاباة والتنفيع الحكومية، التي كانت ولا تزال تعتقد أن لكل شيء حلا ومخرجا، طالما توافرت المادة. وأن لا مشكلة هناك بغير حل، ولكن بعض أنواع المشاكل، التي يتسبب فيها قليلو الكفاءة، لا يمكن غالبا علاجها، لا مع الوقت ولا بالمال. متابعة قراءة عودة لـ «السطل» في «الأبحاث»
الشهر: أكتوبر 2015
بيتي .. جعلتموه مغارة للصوص
أثارت تصريحات البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا، في شأن التدخل العسكري في سورية بصفته معركة مقدسة سخطا وسخرية. إذ كيف لروسيا رمز الشيوعية والإلحاد أن تستعين بخطاب ديني لتبرير قرار عسكري وسياسي! وربما بسبب ردود الفعل اضطر المسؤولون الروس إلى التصريح مجددا بأن ثمة أخطاء في النقل والترجمة في استخدام مصطلح “المعركة المقدسة”. وقد قال البطريرك في تصريح منشور “روسيا لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الإبادة التي يتعرض لها المسيحيون والأقليات الأخرى في تلك المنطقة.. فقد تابع المسيحيون الأرثوذكس ظروف العيش القاسية لمسيحيي المنطقة وحوادث الخطف والذبح المقيت تجاه الأساقفة والرهبان والتدمير البربري للهياكل المقدسة.. الضرر أيضا لا يستثني المسلمين في تلك الديار التي هي مقدسة بالنسبة لكل أتباع الديانات الإبراهيمية”. البطريرك، الذي عادة ما يبدي رأيه في الأمور السياسية، مؤيدا للكرملين، أعلن أن الكنيسة تدعم قرار روسيا استخدام قواتها الجوية في سورية لمهاجمة تنظيم داعش. يذكرنا ذلك بما قاله وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف قبل عام “لا يخفى على أحد أن المقدسات الدينية في سورية تتعرض اليوم للتدنيس والعبث. وقد قرأت أخيرا عن هدم كنيسة أرثوذكسية في سورية وإتلاف صورة لقديس يحظى بمكانة مرموقة سواء لدى المسيحيين أو المسلمين”.
عرف عن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية علاقتها الوثيقة بالسلطة السياسية والعزف على وتر الدين لتأييد قراراتها. وهذا ليس طارئا، بل منذ روسيا الشيوعية وإبان الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت علاقة رومانسية بين السلطتين. وقد كان الدين بطبيعة الحال في العصور الوسطى والقديمة هو السبب والمحرك الرئيس للحرب، قبل فصل السلطة عن الكنيسة في أوروبا. وهي تتغذى في منطقتنا الآن على المحرضات نفسها. وحين اشتعل الشرق الأوسط بالثورات في السنوات الأخيرة، كانت المليشيات الإرهابية، ومن فوقهم محرضو الجهاد الإسلامي، يقتلون الأبرياء باسم الدين بصفة أن ذلك معركة مقدسة، فيما ينشر ما يسمون أنفسهم بالعلماء دعوات للتحريض والجهاد للدفاع عن “السنة” ومساجدهم. الأمر نفسه حين أرسل حسن نصر الله عناصر حزب الله وقال إن التدخل في سورية والعراق هو لحماية المقدسات الشيعية. ما يحدث في إسرائيل وفلسطين مثال تاريخي آخر ينطلق من الأرض الموعودة.
بعيدا عن التبريرات الدفاعية للحروب، أثارت إعجابي ردود الفعل الغاضبة من مسيحيي سورية أنفسهم، في الوقت الذي تحاول فيه جماعات الإسلام السياسي تكريس العقيدة على الوطن، بوصف الوطن مجرد رابط مادي. وأستشهد ببيان جيد من منظمة “سوريون مسيحيون من أجل السلام”، الذي اعتبر أن خطورة التصريحات الروسية تكمن في أنها تضع مسيحيي سورية من الأرثوذكس تحت تهمة العمالة المتعاونة مع الأجنبي ضد بقية أبناء الشعب السوري “نعلن استنكارنا الشديد لمثل تلك التصريحات الدينية والعقائدية المختلفة.. الكنيسة الروسية ليست وصيّة على المسيحيين.. كما نرفض أي حرب تحت أي مسمى أو غطاء ديني. إننا نعتبره تصريحا سياسيا، يجب ألا يصدر عن رجل دين.. هل فكر هذا البطريرك بالضرر الذي يمكن أن يلحقه بالعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري، حيث نعمل كل جهدنا أن يبقى مثل هذا العيش قائما ومستمرا كمقدمة لدولة المواطنة السورية التي هي حجر الزاوية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية السورية”.
بين الإسلام ومذاهبه، والمسيحية ومذاهبها كما بين الأديان وبعضها، حروب دموية تاريخية. ربما من البلاغة وصف ما يحدث على مر التاريخ بكلام السيد المسيح “بيتي بيت الصلاة يُدعى، وأنتم جعلتموه مغارة للصوص”.
الاعتصام بحبل الحكومة!
المبالغة في تذكير الحكومة بمواقف سياسية أو ميدانية سابقة من أي تيار سياسي لاستعطافها بردّ الجميل، وخاصة عندما يكون هذا التيار في وضعية ضعف أو تستهدفه التيارات الأخرى، لا يعكس حصافة سياسية، بل قد يزيد حجم الضعف والارتباك للتيار نفسه، وبالنتيجة المزيد من التنازلات المستقبلية خصوصاً إذا “تفضّلت” أطراف حكومية بأي نوع أو وسيلة للمساعدة!
الحكومة كما يقال دائماً ما لها صاحب، ولا يوجد لديها تحالفات استراتيجية مع أي تيار سياسي أو مكوّن اجتماعي، وإن كان ديدنها إبرام صفقات سياسية تكتيكية أو مؤقتة بفرض تحجيم مناوئيها من تيارات أو مكونات، أو تقليم أظافرهم في حال خروجهم عن خطوطها الحمراء، أما المقابل الذي قد تعطيه الحكومة لأصدقائها المؤقتين فلا يتعدى مجموعة من المناصب القيادية أو صفقة من صفقات المناقصات سرعان ما تتبخر بعد أن تحقق الحكومة أهدافها السياسية من وراء هذا التنسيق، لتعود وتبحث بعد ذلك عن شريك جديد! متابعة قراءة الاعتصام بحبل الحكومة!
جروح «الوسط».. جموح «المستقلة».. وطلوع روح «الائتلافية»!!
ليعذرني القارئ هذا الأسبوع، فمقالنا سيكون موجَّها لما حدث ويحدث بجامعة الكويت، التي لا تزال إفرازات العملية الانتخابية مستمرة بها، ولم تنتهِ حتى كتابة هذه السطور.
فكما «يدبي النمل على ريح الدسم»، تدبي كوادر قائمة المستقلة بشكل متناسق وتصاعدي نحو أبواب مبنى الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الجامعة، مقابل استعداد نفسي «ائتلافي» لتسليم «المستقلة» مفاتيح الاتحاد، عبر حامي بوابة الاتحاد الأمين، «بوخالد».
هذه المقدمة يتداول فكرتها الطلبة في الممرات الجامعية، فنقاط الانكسار التي تحققت في السنوات الثلاث الأخيرة كفيلة بأن تدعم هذه الحكاية، سقوط أسطورة الائتلافية، ولعل أبرز علاماتها، انهيار أعمدتها التاريخية على التوالي، بداية بمعقلها في كلية الهندسة، الذي صار لـ «المستقلة»، مروراً بالجمعية التربوية، وصولاً إلى القشة التي قصمت ظهرها، بخسارة حليفها الاستراتيجي في انتخابات كلية الشريعة. متابعة قراءة جروح «الوسط».. جموح «المستقلة».. وطلوع روح «الائتلافية»!!
يطلبون من المواطنين تقشفاً ويمعنون في البذخ الحكومي
كيف تملك دولة الكويت احتياطيات نقدية تقارب 180 مليار دينار وتحقق عجزا في الميزانية؟ سؤال يتكرر في أذهان المواطنين، ويثير الشكوك حول الفساد في المؤسسات المالية. لكن الواقع هو انه يجب على الحكومة توفير معلومات بشكل افضل حتى يكسبوا الدعم الشعبي للقرارات المصيرية. لذلك تكون الحاجة للتخاطب بطريقة مناسبة حتى تتوضح الامور بشكل افضل وكسب تأييد الرأي العام.
قامت دولة الكويت بتأسيس صندوقي الاحتياطي العام والأجيال القادمة، لإيداع الفوائض المالية التي تزيد على حجم الإنفاق السنوي. وصرفت حكومة الكويت مبلغ 23 مليار دينار في السنة المالية الاخيرة، ولكن اجمالي ايرادات الدولة كان 20 مليار دينار فقط. لذلك قامت الحكومة بسحب مبلغ 3 مليارات الدينار من الاحتياطي العام لتغطي المصروفات الإضافية للحكومة. لذلك لو قسمنا اجمالي المبالغ السابقة على عدد أفراد الشعب الكويتي وهو مليون و200 الف شخص، تتضح الصورة بشكل افضل. وبحسبة بسيطة يتضح ان نصيب الفرد الواحد من الإيرادات هو 1400 دينار شهريا، لكن مصاريفه هي 1600 دينار كويتي. وفي الوقت نفسه، حصة الفرد الواحد من أصول الهيئة العامة للاستثمار يقدر بمبلغ 150 الف دينار. لذلك يقوم الفرد بسحب مبلغ 200 دينار شهريا لتغطية مصاريفه الشهرية، وأصبح لديه 147 الف دينار في السنة الماضية. لذلك من المتوقع ان تتناقص حصة الفرد من الاستثمارات بمعدل بين 5 و10 الاف دينار سنوياً حسب سعر النفط. لذلك لا تواجه الكويت خطر الافلاس حالياً. لكن يجب الا نبيع استثماراتنا طويلة الأجل لتغطية مصاريفنا الشهرية. وهذا مثل حال شخص يبيع اسهمه حتى يسدد فواتير تلفونه، وبالنهاية تروح الاسهم كلها وما يقدر يشتري البنزين ولا يصرف على نفسه. والهدف هو المحافظة على استثمارات الاحتياطي العام والأجيال القادمة لأطول فترة ممكنة. لذلك تستخدم الحكومة توصيات صندوق النقد لإطلاق إصلاحات مالية في الوقت الحالي باستخدام العجز المحقق كحجة واضحة للإقناع. لكن هناك وسائل اخرى لاقناع الراي العام بالحاجة للتوفير. متابعة قراءة يطلبون من المواطنين تقشفاً ويمعنون في البذخ الحكومي
أمة العرب بين الوحدة والانقسام!
مع بداية القرن الماضي وحتى حقبة وصول الثوريات المفرقة والمدمرة في العراق وسورية وليبيا إبان السنوات الخطرة 1968 ـ 1970 كان الخلاف بين «الوحدويون» بمسمياتهم وتطلعاتهم المختلفة، فهناك كحال حزب الكتائب والمفكر شارل مالك من آمن بوحدة أقضية لبنان الكبير، قابلهم من آمن بوحدة الهلال الخصيب كالملك عبدالله بالأردن (اغتيل) وانطون سعادة في لبنان (أعدم) ونوري السعيد بالعراق (قتل وسحل)، ودعاة الوحدة العربية من قوميين عرب صفوا بعضهم البعض بعد ان حكموا اليمن الجنوبي، وبعثيون حقيقيون قتلوا وسجنوا وهجروا واستبدلوا بمنظومات سرية تسمى بالبعث في بغداد ودمشق، وناصريون تم استبدالهم بمنظومة سرية أخرى حكمت طرابلس الغرب، إضافة الى دعاة الوحدة بين مصر والسودان قبل تفتيته على يد منظومة بيوت الأشباح برئاسة البشير ومثل طلاب وحدة اليمنين الشمالي والجنوبي التي أحالتها المنظومة السرية للرئيس صالح إلى احتلال شمالي سافر للجنوب. متابعة قراءة أمة العرب بين الوحدة والانقسام!
قرعت طبول الحرب.. وروسيا تعجلها
أظن أن هناك من يدفع المنطقة العربية نحو حرب محدودة، تدمّر ما تبقى من الدول العربية من دون أن تدمره آلية الحرب ومعداتها وتقنياتها الحديثة، أميركا تفكر استراتيجيا بهذا الخيار لتعزيز توجهها نحو شرق أوسط جديد مهلهل ومقسم، ويسهل تحريضه على حرب بعضهم بعضا، والأهم يحقق أمن «إسرائيل». إيران وضعت كل إمكاناتها وقدراتها وثرواتها تحت امرة التحالف الغربي الأميركي والروسي معها، فلولا تحالفهما معها لما تمكنت من الهيمنة على العراق والتحكم في مساره، ولولا تحالفهما معها لما عطلت لبنان وشلت الحياة فيه، ولولا تحالفهما معها لما كان لها تواجد عسكري مؤثر في سوريا مع حزب الله، وإذاقتها للشعب السوري التقتيل والتشريد بتعاونها مع نظام الأسد، بل ولما اندفعت روسيا للتدخل العسكري المباشر ترجيحاً لكفتها، بعد أن بدأت تذوق ويلات الهزيمة وخسائرها. متابعة قراءة قرعت طبول الحرب.. وروسيا تعجلها
«اقضب هايشتك»
قبل تويتر وقبل الواتساب والسناب شات، كان هناك منتدى الشبكة الوطنية في الكويت لصاحبه ومؤسسه سعود عبدالعزيز العصفور، وكان يعتبر من أكبر المنتديات في الوطن العربي، وكان أعضاؤه من النخبة من أهل الكويت من نشطاء ونواب وصحافيين وكتاب، وكانت المواضيع التي تطرح فيه تعكس الوضع المحلي بدقة وبكل تفاصيله. متابعة قراءة «اقضب هايشتك»
هل أصبحت السيادة افتراضية؟
بدخول روسيا، بقضها وقضيضها، وترحيب “معسكر الممانعة” بها، يكون قد اكتمل عقد التدخل الأجنبي في المنطقة، بموافقة ودعم وترحيب كل الأطراف دون استثناء، ممانعة كانت أو موالاة سواء بسواء، وأصبحت السيادة مجرد عنصر افتراضي في مكونات دول المنطقة.
غالبية دول المنطقة اليوم توجد فيها قوات أجنبية أو إقليمية، أو أنها تتدخل عسكرياً في بلاد أخرى، بعض القوات مقاتل على الأرض، وبعضها نظامي، وبعضها ميليشيات لحسابها الخاص وبعضها بالوكالة، وبعضها من هذه الدولة أو تلك، زحمة ما بعدها زحمة، وقعقعة سلاح في كل الاتجاهات. متابعة قراءة هل أصبحت السيادة افتراضية؟
نهاية الفساد.. وبداية الضحك
تأسست اللجنة الاستشارية العليا لاعادة النظر في القوانين وأسلمتها، التي يرأسها السيد خالد المذكور قبل ربع قرن، لغرض محدد. ولكن سرعان ما تبين هلامية مهامها، وأنها ليست الجهة المعنية بما يعنيه اسمها، فتخشبت أنشطتها تماما منذ عام 2000، ولم يطرأ تغيير عليها غير الانتقال لمبنى جديد فخم كلف ويكلف الدولة الملايين سنويا.
ظهر جليا خواء اللجنة عندما بدأت، بعد تأسيسها بفترة قصيرة، بتوزيع هدايا قيمة وغالباً لكل من «هب ودب»، وليس في الأمر مبالغة. وفي انشغالها تاليا بالهامشي من القضايا، التي لا علاقة لها بصلب مهامها، كتقديمها لاقتراح لوزارة التربية لتدريس مادة القرآن في كل المراحل الدراسية (!). ومشروعها المتعلق بكيفية مواجهة خطر استخدام الأطباق لاستقبال البث التلفزيوني المباشر(!). ومشروع دراسة عن كيفية تمويل عجز الموازنة العامة للدولة (!) وغيرها ذلك، التي بينت أن اللجنة برمتها في واد والعالم من حولها في واد آخر، وأن معظم العاملين فيها من خبراء وشيوخ دين وفقهاء أفاضل يتسلمون رواتبهم منذ 25 عاما من دون القيام بأمر مجد، بعد أن توقف انشغالها، حتى بالقضايا الهامشية، منذ عام 2000، وهذا ما يقوله موقعها الإلكتروني الجامد! متابعة قراءة نهاية الفساد.. وبداية الضحك