احمد الصراف

مصدر الأخلاق

يعتقد الكثيرون أن العقيدة الدينية هي مصدر الأخلاق والقيم، وأن هذه القيم قد تتأثر بمجرد التخفيف من تدريس الدين في المدارس، وسيدفع بمجتمعاتنا إلى الانحلال، وأقل تمسكاً بالأخلاق والقيم. ولكن الواقع غير ذلك، فأفضل مجتمعات العالم هي التي تتبع العلمانية، أي التي لا يدرس الدين في مدارسها، مثل اليابان والدول الاسكندنافية، والعكس صحيح طبعاً! وبالتالي، فما يبديه الكثيرون من تخوف على قيم المجتمع وأخلاقه، متى ما تم وقف تدريس مادة الدين، أو التخفيف من جرعتها، أمر لا يستند إلى أي أساس، فالكثير من قيم المجتمعات الحديثة مستجدة، فحتى لو آمنا بأن الدين هو مصدر القيم والأخلاق، فإن هذه القيم تكون عادة مقتصرة على المجتمع ذاته، ولا تسري بالضرورة على غيره. فالغش مثلاً محرم، ولكن الأمر يصبح محل خلاف إن غش مسلم، يهودياً مثلاً، أو لم يصدقه القول. كما أن الجهر بعدم الصيام وتناول الكحول في المجتمعات الإسلامية عمل غير أخلاقي، وينطبق المعيار ذاته على من لا يدفع الزكاة، وعلى السارق، بصرف النظر عن ظروف السرقة، وحجم ما سرق، فالحكم هو قطع اليد، وغير ذلك من أمور يرون أن العمل بها ضروري لحفظ قيم المجتمع وفضائله. ولكن مثل هذه الأمور لا تشكل بالضرورة قيماً أخلاقية في مجتمعات أخرى، بل وقد يوجد ما يناقضها تماماً، وفقدانها لم يجعل تلك المجتمعات سيئة أخلاقياً. وبالتالي، فإن المجتمعات الإنسانية بحاجة إلى قيم أخلاقية مطلقة جديدة ناتجة عن التفكير المنطقي والعقلاني، والذي يأتي من خلال نقاش حر ومستفيض يجمع الجميع على اختلاف مشاربهم. أي اننا بحاجة إلى تصميم منظومة أخلاقية لمجتمعاتنا قابلة للتغيير والتعديل مع مرور الزمن، ولكنها تنسجم مع العرف العالمي، ولا تتضارب معه بحيث تمكننا من التعايش مع الآخر بسهولة. فإنسان القرن الواحد والعشرين مثلاً أصبح لا يؤمن بالعبودية، ومع هذا نرى لها، في مختلف الاعتقادات، قواعد وتفرعات وشروط تتعلّق بتملك الإنسان وعتقه. كما أصبح الإنسان المعاصر يؤمن بمساواة الرجل بالمرأة، ويؤمن كذلك بمبادئ حقوق الإنسان، بمثل إيمانه بحقوق الحيوان، ويبدي اهتماماً متزايداً بالبيئة ويجرم من يعتدي عليها، وجميع هذه الأخلاقيات أو القيم جديدة لا علاقة للمعتقدات بها، حيث إنها تطورت عبر التاريخ من خلال فلسفات إنسانية بحتة. متابعة قراءة مصدر الأخلاق

احمد الصراف

«وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا»

لابد أنني وغيري ردَّدنا بيت شوقي هذا مئات المرات، على مدى عشرات السنين، وغالباً للتباهي بحفظه وترديده من دون اكتراث أو بذل اي جهد للعمل بمضمونه، لا كطلبة شباب ولا كمربين أو مدرسين، والمثل الإنكليزي يقول Easier Said Than Done
الأخلاق ليست فقط الخلق الطيب بل تشمل الأمانة والتصرف الحسن، أو الإيتيكيت، والكياسة واحترام الآخر، وهذه جميعها تقريباً لم يعرف عنها آباؤنا وأجدادنا الشيء الكثير، بالرغم من أنهم كانوا على خلق وأمانة، ولكن ليس بالمعنى الأوسع للأخلاق، فهذه تتطلب تعليماً وتثقيفاً أكاديمياً لا يتوافر غالبا في البيت، بل هي مهمة الجهاز التعليمي، وهذا ما لم يقم به على مدى نصف القرن الماضي، وكانت النتيجة سلبية على المجتمع ككل، ويقول أحمد شوقي في البيت الثاني من القصيدة: «وإذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلاً!» وهذا ما يحدث الآن في بلداننا، والكويت بالذات، التي لا يكاد يصدق عاقل ما يُرتكب فيها حاليا من كمٍّ غير مسبوق من الأفعال اللاأخلاقية، من جرائم سرقة وسوء أمانة واختلاس وكذب في المحررات، وغش تجاري مستفحل، وفساد إداري وتهرب وظيفي وافتعال الأمراض للتغيب عن العمل، وادعاء الإعاقة، وتزوير الشهادات الدراسية، حتى من قبل رجال دين «كبار»، ورضا مساويين لهم «علمياً» بتسلم رواتب لا يستحقونها على مدى ربع قرن من دون أن يرف لهم جفن، وهذه كلها أعمال غير أخلاقية، لا ولم نعتبرها كذلك لأننا عشنا فقط في وهم ربط الأخلاق بالأمور الجنسية للرجل، والمرأة، ونسيان، أو تجاهل ما هو أخطر وأهم من ذلك. ويكفي النظر للطريقة التي تصرفنا أو يتصرف فيها أبناؤنا مع بسيطي الحال من أفراد المجتمع من خدم وعمال، وحتى مع «معلمين» وأطباء وافدين، لنعرف مدى ما نحن بحاجة اليه من دروس مكثفة في الأخلاق! فكثيرون منا لا يعرفون حتى كلمة «شكرا» أو عذرا، وإن عرفوا خجلوا من استخدامها، ربما ترفعا. كما يصعب على هؤلاء وغيرهم الاعتذار عند اقتراف أصغر أو أكبر الأخطاء، والاكتفاء بتبرير الخطأ!
متابعة قراءة «وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا»

سامي النصف

صليل الصوارم وثعابين دون سلالم!

بعد أن دمر تنظيم داعش الارهابي المشبوه ماضي العرب عبر تدميره لآثارهم الانسانية النادرة ودمر حاضرهم عبر إعطائه المبرر لأمم الأرض لغزو أرضهم وسفك دمائهم وتدمير بنائهم، التفت التنظيم لتدمير مستقبلهم عن طريق تسميم عقول أطفالهم عبر لعبة الكترونية خبيثة دست في الانترنت تسمى «صليل الصوارم» تدفع الاطفال للتطرف والقتل ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي تحول بها الالعاب الطفولية العربية البريئة الى ألعاب شيطانية مروعة.
متابعة قراءة صليل الصوارم وثعابين دون سلالم!

سعد المعطش

أدوات النجارة والاستجواب

لكل مهنة في العالم أدواتها الخاصة، وقد تجد من يمتلك بعض تلك الأدوات ولكنه لا يجيد استعمالها الاستعمال الجيد، وعلى سبيل المثال كأدوات النجارة وأدوات الكهربائي فلا يوجد بيت إلا وبه مطرقة أو مفك ولكن لا يمكن أن نجعلها في متناول جميع أفراد العائلة، فقد يستخدمها أحد صغار السن وتصبح أداة خطرة بيده.
وبما ان السياسة أصبحت مهنة البعض بحجة الديموقراطية فإن هناك أدوات يملكها النواب ويحق لهم استخدامها دون غيرهم ولكن البعض منهم لا يستخدمها الاستخدام الجيد أو أنه يستخدمها لأهدافه الخاصة، ومن ضمن تلك الأدوات أداة الاستجواب والتشريع.
متابعة قراءة أدوات النجارة والاستجواب

محمد الوشيحي

لقد رحنا ملحاً

علماء التكنولوجيا أرعبونا، عليهم من الله ما يستحقون، أو شل الله أيديهم، كما يكتب بعض المعلقين على مقالاتي التي لا تلامس هواهم.
يقول العلماء إن السنين العشر القادمة ستشهد ثورة تكنولوجية خارقة. منها، على سبيل المثال لا الحصر، إمكانية ربط المشاعر والأحاسيس والمخ والذاكرة وغيرها بأجهزة الكمبيوتر.
متابعة قراءة لقد رحنا ملحاً

حوراء معرفي

الكتابة و صعوباتها-٤

الحديث عن الكتابة و صعوباتها مستمر ، حيث ذكرنا سابقا مفهوم الكتابة و صعوباتها المتعلقة بالكتابة اليدوية و التهجئة ، وهنا سنتناول صعوبة التعبير الكتابي .
التعبير الكتابي أمر مهم جدا ، و هو وظيفة من وظائف اللغة تسعف الفرد للتعبير عن ذاته و مشاعره و أفكاره ، و يمكن ذلك من خلال التعبير بنوعيه الكتابي و الشفوي ، و ذلك يتطلب أن يكون لدى الفرد مهارات لغوية و مخزون لغوي عامر بالمصطلحات التي تناسب الفكرة المراد طرحها ، بالإضافة إلى إلمام بقواعد اللغة المستخدمة و السلامة اللغوية ، مع أهمية مراعاة كتابة الحروف و الكلمات بشكل واضح و صحيح ، و معرفة علامات الترقيم و دلالاتها .
متابعة قراءة الكتابة و صعوباتها-٤

عبدالوهاب جابر جمال

التفاوض مع الشيطان

بعد فوز الرئيس الايراني الحالي الشيخ حسن روحاني المنتمي للتيار الاصلاحي مباشرة ، اعتقد سياسيو العالم ان العلاقة مع واشنطن بدأت تتغير وان مرحلة العداء بين البلدين قد انتهت بعد ان اشتدت في زمن الرئيس السابق احمدي نجاد .

واشتد هذا الاعتقاد بعد ان جلست طهران مع واشنطن على طاولة واحدة للحوار بخصوص الملف النووي ، فانشغل العالم بسياسييه وكبار محلليه وطرحوا عدة اسئلة منها ؛ الى اين ستصل العلاقة بين هذين البلدين ؟! وهل سيستمر التفاوض لحل كل القضايا العالقة بين البلدين منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران ؟!؟ وهل سيتم مناقشة القضايا الاقليمية الاخرى ؟!؟
متابعة قراءة التفاوض مع الشيطان

جمال خاشقجي

ذكريات 5 أكتوبر الجزائرية (1 من 2)

يستطيع الجزائريون القول إنهم بخير عندما يرون ما يحصل في سورية، أو حتى قريباً منهم في ليبيا، ولكنهم يشتركون معهم ومع غيرهم من العرب في «هدر الفرص» للحاق بعالم حر متطور باتت الهجرة إليه في قارب موت هي الأمل في الحياة.
في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1988 خرج الجزائريون منتفضين ضد أحوالهم المعيشية المتردية. بطشت السلطة واستخباراتها، كعادة أنظمة الاستبداد العربي بشعبها الغاضب. سقط نحو 500 قتيل. لا يوجد رقم رسمي حتى الآن، فالحكومات العربية غير حريصة على هكذا أرقام حتى اليوم، ولكن التظاهرات استمرت. الغضب اتسع. إنه الربيع العربي الذي لم نره على شاشة «الجزيرة»، إذ لم تكن هناك «جزيرة» يومها. أخباره احتلت مساحات صغيرة في صحفنا! في النهاية اختار رئيس الجزائر وقتذاك الشاذلي بن جديد السلامة له ولشعبه، وسمح للتاريخ بأن يمر، وأعلن إصلاحات دستورية، تعددية سياسية وانتخابات حرة، وأنهى عهد الحزب الواحد، ذلك النظام البغيض الذي اختارته ولا تزال الجمهوريات العربية كي تحكم به «الطائفة المتغلبة»، ولكن مستخدمة مصطلحات حديثة وتقدمية: «الاتحاد الاشتراكي»، «جبهة التحرير الوطني»، «الجبهة التقدمية»، «المؤتمر الشعبي العام»، بل تردت صور الديموقراطية حتى رأينا «قائمة بتوع الرئيس». المهم أن تكون ديموقراطية اسمية يمكن التحكم بنتائجها عبر انتخابات صورية وإعلام كاذب. متابعة قراءة ذكريات 5 أكتوبر الجزائرية (1 من 2)

سعيد محمد سعيد

دوائر «اللحوم» الحمرا

من الجميل أن تبقى (يرقات) الدوائر الحمراء التي تترصد الناس وتوصمهم بالخيانة وتحيط وجوههم بالـ (دواويح)… في (شرانقها)!

ذلك مكان مثالي تمامًا، وإلا فإن ما يتناقله الناس من مقاطع ومشاهد وعبارات لمواطنين بحرينيين من كل المذاهب والطبقات معترضين على تردي الأوضاع المعيشية، يمكن أن يدخل ضمن أسلوب تلك اليرقات الفاشل الوضيع في معاداة كل مواطن يعبّر عن رأيه تجاه ما يحيط به من معاناة وهموم. متابعة قراءة دوائر «اللحوم» الحمرا

سامي النصف

هل كان الدببة أصدقاء قط؟!

تمر علينا هذه الأيام الذكرى المئوية الأولى لاتفاقية سايكس – بيكو التي ابتدأت في عام 1915 وكان الطرف الثالث فيها الطامع في أراضي الدولة العثمانية هو روسيا القيصرية، وفي عام 1941 قام القيصر استالين باحتلال إيران وخلع امبراطورها ونفيه إلى جنوب أفريقيا، وبدأ على الفور عملية تفتيتها وتقسيمها فخلقت جمهورية أذربيجانية مستقلة عاصمتها تبريز وجمهورية مستقلة أخرى للأكراد سميت بجمهورية مهاباد قبل أن يُسقط الجمهوريتين الشاه محمد رضا بهلوي بدعم من الغرب. متابعة قراءة هل كان الدببة أصدقاء قط؟!