مازالت أسعار النفط ما دون الـ 50 دولارا، ومن المتوقع ان تكون عند هذا المعدل حتى نهاية العام الحالي، وقد يمتد حتى نهاية الربع الأول من 2016. ومعدل 60 دولارا قد لا نصل اليه حتى مع نهاية العام القادم، وذلك بسبب النفط الايراني ووصوله الى الأسواق العالمية عند معدل قد يفوق مليون برميل. هذا هو الكابوس او العامل المزعج مع تراجع انتاج النفط الصخري الأميركي، وسرعة نمو انتاج النفط الايراني، وانخفاض وتيرة الطلب العالمي على النفط وعدم وصوله ونموه الى أكثر من المعدل الحالي البالغ تقريبا 1.7 مليون برميل.
وتنتج ايران حاليا 2.8 مليون برميل، ومن المتوقع ان تواصل في زيادة انتاجها لتصل الى اكثر من 5 ملايين برميل مع نهاية 2020، اذا ما اتفقت مع الشركات النفطية العالمية في تطوير وزيادة الانتاج وتحسين شروط العقود، وتكون أكثر ملاءمة للشركات النفطية في اجتماعاتها القادمة في نهاية الشهر القادم. مع استمرار مواصلة ايران زيادة انتاجها وتحسين علاقاتها مع الغرب، ولهذا السبب لا نرى اي تحسن في أسعار النفط الا بتدخل وباتفاق مع الدول النفطية من خارج أوبك. وايجاد اسواق وزيادة حصصها في الأسواق النفطية بأي ثمن ممكن وبأي كمية ممكنة.. وهذا يمثل ايضا عائقا أكبر.
والتصريحات الايرانية، بأنها لا تمانع ببيع النفط عند معدلات مابين 45 – 50 دولارا، وهي تعلم أن بدخولها ستضغط على الأسعار، وقد تجبر الدول النفطية على التفاوض والتفاهم وخفض الانتاج. وهي كذلك لديها مشكلة تحديد سقف انتاجها.. وكذلك العراق.
لهذا السبب، نرى عدم امكانية أن يرتفع سعر النفط حتى عند معدل 60 دولارا في خلال العام القادم. ولهذا على الدول النفطية ضغط المصاريف والحد من استكمال البنية التحتية الى اشعار آخر ومواجهة التضخم المالي.
استمرار زيادة انتاج النفط الايراني، وفي العراق وليبيا لاحقا، لن يساعد على استقرار سعر البرميل.. والبرميل في الوقت نفسه بحاجة الى معجزة وكارثة عالمية.