دراسة تخصيص مستشفى جابر للكويتيين فقط. إبعاد 16 وافداً على الفور على خلفية مشاجرة وتم نشر صورهم إعلاميا. التخييم للكويتيين فقط دون الوافدين. ثلاثة أخبار في أقل من 10 أيام مضمونها واحد وسخيف للأسف.
الأول يتحدث عن أن يحظى الكويتيون دون غيرهم من جنسيات تشكل 75% من نسبة القاطنين على هذه الأرض بالعلاج في أكبر مستشفى بالشرق الأوسط، والسبب هو كي لا يزاحمهم أحد في العلاج وتجنباً للانتظار في المستشفى قبل تلقي العلاج!
لن أتحدث عن مستشفى لن يفتتح قبل سنة على الأقل فإن كان المبنى جاهزاً من الناحية العمرانية فتهيئته بالأجهزة، والأهم بالكادر البشري، لن تكون سهلة أبدا لضخامة المشروع من جانب، ولسوء التخطيط من جانب آخر، بل سيتركز حديثي على حماقة فكرة تخصيص مستشفى لجنسية معينة دون غيرها، فالدولة بدل أن تعالج أصل المشكلة وهو وجود 75% من قاطني الكويت من غير الكويتيين، لأن الكويتيين وببساطة لا يعملون ويفضلون أن يقوم الوافد بأعمالهم، أقول بدل من أن تعالج الحكومة أصل المشكلة لجأت للتفكير في أبشع الحلول كي يتجنب المواطن الازدحام، وهو حل لا علاقة له بأبسط مقومات حقوق الإنسان، فالمريض يعالج في أي مرفق صحي بغض النظر عن جنسيته وهويته، ولكن إن كانت هناك فكرة للتخصيص (لا أقبلها إطلاقا) فمن باب أولى أن يخصص المستشفى لمن يعمل بشكل أكبر بالكويت، والكفة بكل تأكيد ستكون لمصلحة الوافد الذي ينظف الطرق ويشيد المباني ويعبد الطرق ويمد الأنابيب ويقود الشاحنات، ويعمل في المطاعم والمحلات التي توفر كل ما نحتاجه، فلولاهم وأكرر لولاهم لما تمكنا من فعل شيء.
أما بالنسبة إلى إبعاد 16 وافداً إثر مشاجرة في يوم وقوعها فهي مصيبة أخرى، فالحكومة ممثلة بالداخلية لم تنظر لأي دوافع، ولم تحدد جانياً أو مدافعاً عن النفس، ولم تحاكم بل قررت الإبعاد لمجرد أن صور المشاجرة تم تداولها إعلامياً، ولم تكتفِ بذلك بل نشرت صور من كان بالمشاجرة على الفور، في حين أن صور المتهمين بحيازة 19 طناً من الأسلحة من الكويتيين لم تنشرها الداخلية إلى اليوم، وهو ما يعني أن ما أزعج الداخلية ليس المشاجرة بحد ذاتها بل عناصرها في تعاطٍ انتقائي مع المشاكل والأحداث.
ليأتي الخبر الأخير يوم أمس الأول ويقضي على كل لمحة إنسانية ممكنة في بلد الإنسانية، فلا تخييم لغير الكويتيين فالصحراء للكويتيين فقط، والترفيه لربع سكان الدولة فقط، وقضاء الأوقات الممتعة غير مسموح إلا لمن يملك الجنسية الكويتية، أما البقية فلن يسمح لهم بذلك أبدا.
باختصار على كل وافد أن يعمل ويعمل ويعمل فإن أراد الترفيه فلا مكان له في الكويت، وإن مرض فلا علاج له مع الكويتيين، وإن غضب من هذه الأمور وانفعل فسيبعد من البلاد!!
كم أتمنى أن يغادرنا الوافدون لنستوعب جيداً كيف أننا لن نستطيع العيش من دونهم حتى في أبسط أمورنا، فنحن لن نتمكن من القيام بأي شيء من دونهم، ومع هذا لا نريد لهم أن يعيشوا مثلنا على هذه الأرض.
ضمن نطاق التغطية:
لو طبق هذا الأمر على الكويتيين في الخارج لما تمكن أي كويتي حتى إن كان سائحا من البقاء في الخارج يوماً واحداً، ومع هذا فنحن نطلب ممن يعيش في الكويت من غير الكويتيين التأقلم مع هذا النمط الشاذ من الحياة!