اتخذت وزارة التربية مشكورة قراراً قبل عدة سنوات بادخال التكنولوجيا في التعليم ، مجرد التفكير بهذا الامر هو أمرٌ ايجابي ومطلوب ويحسب لها لما له من تداعيات ايجابية كبيرة على الطلبة وعلى تطوير التعليم .
ومع اتخاد الوزارة لهذا القرار تفاءلت كما تفاءل اغلبية ابناء الشعب واستبشرت خيراً ، إلا ان التطبيق العملي لهذا القرار قد افسد كل هذا التفاؤل وأثار عدة تساؤلات وفضح بعض الفاسدين .
فلو رجعنا لأولى هذه الخطوات وهو توزيع ( الفلاش ميموري) على الطلبة في سنة 2011 او 2012 وكيف انه قوبل بالفشل الذريع ، فرغم دفع مبالغ طائلة من الوزارة على الفلاش (بما يقارب ال 259 الف دينار) ، الا ان عدد كبير منه لا يعمل بسبب رداءته او بسبب الفايروسات التي تملأه او بسبب عدم تعليم الطلبة على طريقة تشغيله واستعماله اساساً ، الى ان تم الغاءه دون اي محاسبة .
ومروراً بما يسمى بالشاشة “الذكية” والتي كان من المفترض ان تثبت بجميع مدارس الكويت الا انه ما زال الكثير من المدارس لا تملكها بالاضافة الى عدم تدريب او تعليم المعلمين عليها ليمارسوا مهامهم من خلالها بالاضافة الى مشاكل برمجتها السيئة والكثير من الأمور الاخرى التي تصاحبها .
واخيراً اتحفنا معالي الوزير بقرار توزيع جهاز “تابلت” لكل طالب لكي يخفف عناء حمل الكتب وهو بحد ذاته امر جيد ، تفاءلنا به رغم الحوادث السابقة سيئة الذكر ، الا ان هذا القرار كشف لنا كمية الفساد الذي يسود الوزارة وصفقاتها ووضع لنا عدة علامات استفهام، فهل يعقل يا معالي الوزير ان تستأجر الوزارة ٨١ الف جهاز تابلت لمدة ٣ سنوات فقط بقيمة ٢٦ مليون دينار ؟!؟
وبحسبة بسيطة نرى ان سعر تأجير الجهاز الواحد لمدة ٣ سنوات يعادل ٣٢٠ دينار ؟!؟ اي بسعر اغلى بكثير من سعر شراءه ؟!؟ فهل يعقل هذا السعر يا معالي الوزير ؟!؟
ومع كمية الهدر و”البذخ” هذه من اموال تصرفها الوزارة على هذه المشاريع نريد ان نذكر السادة المسؤولين في الوزارة ان الاهم من كل هذا “البذخ” والصرف الغير مسؤول ، انه يجب تجهيز المدارس بالأمور الأساسية كالتكييف الذي يعاني من الاعطال منذ سنوات وصيانة دورات المياه وغيره .
وايضاً كان من الاجدر والاولى يا معالي الوزير ان توفر الوزارة عدد كافي من (الطاولات والكراسي) فمن الصدف انه في نفس الوقت الذي اعلنت الوزارة عن توزيع جهاز “التابلت” خرجت لنا بعض الصور لاحد مدارس محافظة الاحمدي يجلس طلبتها على الارض اثناء الحصص بحجة عدم وجود الكراسي الكافية ؟!؟
وهنا اقول يا مسؤولي الوزارة ويا معالي الوزير ونحن نتحدث عن ثورة تكنولوجيا التعليم هل تعلم ان هناك موجه فني لاحد المواد لا يعرف استخدام التكنولوجيا ؟!؟ و يرفض التوقيع على تحضير احد المعلمين لانه يحضر المادة من خلال جهاز “الايباد” ؟!؟
فيا معالي الوزير قبل ان تتباهى بالتكنولوجيا (التي يجهل الكثير من معلمينك الافاضل العمل بها) وقبل ان تتباهى بالاموال الطائلة التي تصرفها وزارتك هنا وهناك يجب ان تحاسب المسؤول عن هذه الصفقات الخائبة وتوقفها فوراً حفاظاً على المال العام ، ويجب عليك ان تتطلع لما هو اهم لتوفر للطلبة جو تعليمي مناسب يساعد في تطور ذهنهم وتفكيرهم .
واخيراً اقول :
يجب ان يقوم معالي وزير المالية الموقر بدعوة زملاءه الوزراء بعدم “البذخ” لا ان يدعو المواطن البسيط لذلك خصوصاً بعد ان انكشفت صفقة تابلت التربية لعامة الشعب .