غياب دور الشباب الفعال في الكويت قضية كان يطرحها دائماً كتّاب الصحف الذين يضربون بدورهم الحكومة ليلَ نهارٍ بمقال بعد مقال، وكالعادة لا أذن تسمع، قضايا كثيرة في هذا البلد عالقة ومستفحلة ناتجة عن تراكمات، تحاول الحكومة حل الرئيسي منها بشكل فوري، وهذا ما يجعلها تتغافل عن جوانب أخرى.
الحقيقة أود أن أتطرق إلى أمرين: الأول وهو طبيعة التركيبة السكانية للكويت، حيث تشكل شريحة الشباب 60% تقريباً من عدد السكان (بحسب موقع وزارة الشباب)، ووفقاً لهذه النسبة وللمادة السادسة من الدستور، وهي الأمة مصدر السلطات، يحق لي القول إن الشباب هم “مصدر السلطات في الكويت”.
والأمر الثاني، كثيرا ما سمعنا في الكويت عن “الوزراء الشباب”، وكلما سمعت عن “وزير شاب” يأتي إلى ذهني وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس 27 عاماً، ووزير الصحة السويدي غابرييل يكستروم 29 عاماً، أو نجاة بلقاسم وزيرة التعليم الفرنسية 37 عاماً، أو حتى رئيس الوزراء الإيطالي رينزي 39 عاماً، والحقيقة أن أصغر وزير ممن يُدعون بالكويت وزراء شباباً هو السيد ياسر آبل وزير الإسكان بعمر ٤٤ عاماً، ويُشكل هذا العمر متوسط أعمار الوزراء في دول أخرى، وقبل أن نعالج أي مشكلة علينا إجراء دراسات عليها وقراءة الإحصاءات، فما سن الشباب بتقدير الحكومة؟
أكبر شريحة في الكويت التي هي مصدر السلطات طالتها الصراعات السياسية وسوء الإدارة، وأدت إلى أوضاع متردية في البلاد، وهدمت طموحات الشباب وكبحت جماحهم، إذ يلجأ الشباب للسياسة بالكويت لأنها أصبحت لهم أكثر تشويقاً من ديربي الكويت (القادسية والعربي) الذي يقام في الملاعب المتهالكة كحالنا، أو حتى أفضل لهم من مشاريع اقتصادية كانت لهم كأحلام تقف في طريقها قوانين البلد الطاردة للمبدعين، فالكويت تملك أجود أنواع القماش إلا أن الخياط إلى الآن لا يجيد التفصيل.