على وزن الكتب الأكثر رواجاً في بلدان العربان “كيف تكوّن ثروة في ستة أشهر”، و”كيف تجذب زبائنك من دون دعاية”، و”كيف تؤسس شركة ناجحة من دون رأسمال”، و”كيف تتحدث اللغة الألمانية بطلاقة في أسبوعين”… تأتي هذه المقالة بهذا العنوان.
إلا أن عنوان المقالة صادق، في حين أن بقية العناوين المذكورة، وغير المذكورة، هجص مصمت، لا يعرف الصدق، ولم يره بالعين المجردة.
ومن ينتظر تحرير فلسطين من قِبل القوات العربية، والقمم العربية، والتصريحات العربية، فلينتظرني عند بقالة عم حنفي، على رأس شارع جامعة الدول العربية، ويقزقز اللب إلى حين حضوري.
بالله عليكم، هل كان سيحدث ما حدث، بين أقوى تيارين سياسيين في فلسطين، منظمة التحرير وحماس، لولا تدخلات العرب؟ وهل كان للإسرائيليين أن يهنأوا بنومهم، ويتبادلوا الضحكات، لو لم تقمع الأنظمة العربية شعوبها، وتنكل بهم وبكرامتهم، وتكسر إرادتهم وعزتهم وغيرتهم، باسم القضية الفلسطينية؟ وهل كان لقوات الاحتلال أن تُمعن بتقتيل الفلسطينيين وتعذيبهم لو لم يشاهد العالم أجمع ما تفعله الأنظمة العربية بالفلسطينيين المهاجرين، بل وبشعوبها ذاتها؟
والحل… كيف نحرر فلسطين إذاً؟ قد يسأل سائل، متجمد من الغضب، فأجيبه: “الحل في ثلاث كلمات… اتركوا فلسطين للفلسطينيين”. ببساطة، اتركوا فلسطين للفلسطينيين، ولا تثقلوا كاهلهم بخياناتكم وضعفكم وهوانكم ووعودكم الهوائية، وكذبكم ونفاقكم، واستعراضاتكم المثيرة للشفقة والقرف، وتصريحاتكم التي لا تنضب، وخلافاتكم التي لا تنتهي. اتركوا فلسطين للفلسطينيين، وأعلنوا ذلك، كي يتدبر الفلسطينيون أمرهم، والأهم، كي يتوقف العالم عن الشفقة على الصهاينة، الذين يجيدون ارتداء ثوب المظلومية، وإظهار أنفسهم بالجماعة الصغيرة، الغلبانة يا حرام، المحاطة بحيتان تتحين الفرص لالتهامها، فيدفع ذلك القوات الكبرى، بتشجيع من شعوبها المخدوعة، إلى دعم الصهاينة بالسلاح و”الفيتو” والإعلام والأموال وغيرها.
اتركوا فلسطين للفلسطينيين أيها العربان، وشكر الله سعيكم، وخذوا الباب وراءكم، ويجعله عامر.