العلاقات السياسية بين البلدان والتيارات السياسية أو الخصوم السياسيين يستغلها الكثير منهم إن لم يكن جميعهم للحصول على مكاسب لهم ويوهمون العامة بأنهم متخاصمون وتكاد تجزم حين تسمع تصريحاتهم بأنهم أضداد وأعداء ولكن الحقيقة هي عكس ذلك.
تلك العلاقات تشبه كثيرا والى حد التطابق ما نشاهده في الأفلام المصرية القديمة فقد كانوا يصورون لنا الفنانة سعاد حسني والفنان رشدي اباظة وهما يجلسان في أحد المطاعم وفي قمة الاحترام وأمامهم فازة فيها وردة وطبق فوفتيك وليس هناك ما يريب بينهم.
ولكنهم في نفس الوقت كانوا يصورون ما يحدث تحت الطاولة وهما يخلعان أحذيتهما ويلامسان الأقدام دون أن يعلم من حولهما بما يحدث تحت تلك الطاولة، فكثير من الدول المتخاصمة تستغل تلك الطاولة الخبيثة كغطاء لما يدور بينها تحتها.
وهذا الأمر ما تثبته السياسة الغربية التي تتخاصم على طاولة الإرهاب في الأراضي العربية ولكنهم متحابون وكما السمن في العسل في الخفاء مع من خلقوهم ويدعون أنهم يحاربونهم ولكننا لم نر العسل الذي يأكلونه تحت طاولتنا، فهل يعقل أن روسيا تدمر 29 معسكرا تدريبيا لداعش بعد أيام من دخولها التحالف الدولي؟ فكيف وجد الطيران الروسي تلك المعسكرات ولم تجده طائرات التحالف بما فيها الطائرات الأميركية!
أدام الله العقول التي تميز بين «فوق الطاولة» وتحتها ولا دامت الطاولات الخبيثة في أي مكان.