شهد تاريخ أمتنا عبر العصور كثيراً من المؤامرات الصفوية على أركان خلافتها ودولتها بدأت في عهد الخليفة العباسي المستعصم عندما تواطأ وزيره ابن العلقمي مع هولاكو قائد جيش المغول وشجعه على احتلال عاصمة الخلافة العباسية وتسبب على إثر غدره في إنهاء الدولة العباسية وقتل أكثر من مليون وثمانمائة ألف مسلم ، لتشهد الأمة بعدها مؤامرة أخرى يكررها الصفويون بدخول زعيمهم اسماعيل الصفوي مدن تبريز ومحمود آباد وغيرها من مدن فارس ليقتل الآلاف من أهلها ويمارس مع الباقين أبشع صور التنكيل والإجرام لم يشهده المسلمون من أعدائهم النصارى والمجوس في تاريخ معاركهم معهم !!
أما الدولة العثمانية فلم تسلم هي الأخرى من غدر هذه السلالة الخبيثة التي ما إن ينشغل المسلمون بفتوحاتهم ومعاركهم ضد الصليبيين إلا ويثيرون الصفويون المشاكل والقلاقل والفتن في ديار المسلمين ويتسببون في إشغال الأمة بفتنهم ومصائبهم لتتأخر بذلك تلك الفتوحات وتُأجّل تلك الفتوحات لحربهم والقضاء على خطرهم !! ومن أشهر تلك الأحداث ما حدث في عهد السلطان سليمان القانوني عندما تقدم جيش المسلمين في عمق أوروبا وحاصر النمسا مدة ستة أشهر دك فيها أسوارها وكاد أن يفتحها حتى جاءه خبر زحف الصفويين على نفوذ دولته ليعود راجعاً إلى اسطنبول ليوقف خطرهم !!
ومن الشواهد التاريخية التي تؤكد بأن أهداف الصفويين تتطابق مع أهداف أعداء الأمة الإسلامية ما قاله بوسيك سفير ملك قشتاله في بلاط السلطان محمد الفاتح حين قال : إن ظهور الصفويين قد حال بيننا ( يقصد الأوروبيين ) وبين التهلكة ( أي هلاكهم على يد العثمانيين ) !!
ما تشهده أمتنا في وقتنا الحاضر من تحالف إيران والعراق ونظام بشار وحزب اللات مع الروس وأمريكا وما يحيكونه من مؤامرات يُطلقون عليها اجتماعات أو لجان تنسيقية لمحاربة داعش ما هي إلاّ شماعة يُعلّقون عليها تلك المؤامرات لوأد ثورات الشعوب الحرة ضد ما يُمارس عليهم من بطش وظلم وتجبر ، ليضمنوا من خلالها بقاء رموز الفساد التي يعتبرونها صمام أمان لمصالحهم في تلك الدول !!
ولعل هذا التحالف دليل قاطع بأنه مهما اختلفت التسميات والسيناريوهات فإن أهداف الصفويين لم تتغير وأنهم سيبذلوا كل ما لديهم للقضاء على مذهب أهل السنة ونشر مذهبهم الخبيث وإقامة دولتهم المزعومة امتداداً من إيران والعراق وسوريا وجنوب لبنان حتى يصلوا إلى خلاياهم وأتباعهم في الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية لتأمين وصولهم إلى الحرمين الشريفين !!
وقد كانوا يعلقون أمانيهم على جعل اليمن طوق من الناحية الجنوبية حتى أفشلها الله بعاصفة الحزم التي عصفت بأتباعهم وأزالت حلمهم في إقامة مناطق نفوذ لهم في جنوب الجزيرة العربية .
إذن فلا بد لنا أن نعي جيداً بأن التاريخ يُكرر نفسه في كل زمن ليُثبت بأن دين الرافضة الصفويين لم ولن يتغير ما دامت لهم دولة قائمة وأنهم ليسوا إلا خنجراً حاداً في خاصرة هذه الأمة ، وأن عزة هذه الأمة لن تقوم إلا بدرء شر هذه الطائفة التي قاتلت الأمة وتحالفت مع أعدائها لتصل إلى مآربها الخبيثة في الإستيلاء على مقدرات الأمة ونشر مذهبها الخبيث بين سائر الأمم !!
فاصلة أخيرة
على الأمة أن تُعالج ضعفها ووهنها من خلال الاستفادة من تاريخها مع النكسات والمآسي في العصور الماضية ، وما قام به قادتها من سلفها الصالح من خطوات مباركة لإعادة العزة والمجد لأمتهم عبر بوابة واحدة فقط وهي التمسك بكتابها وسنة نبيها ووحدة الصف والجماعة ” .