عندما يعلن الغريب نيته الاعتداء على أخي، فأسكت أنا ولا أحرك ساكناً، بحجة الحياد، على اعتبار أن الحياد هذا سيمكنني من السعي إلى الصلح بين أخي والغريب لاحقاً، فهنا وجب عليّ أن أعيد قراءة المصطلحات جيداً، وتحديداً مصطلح الحياد، قبل أن أعيد النظر في طبيعة علاقتي مع أخي المعتدى عليه، أو الذي ينوي الغريب الاعتداء عليه.
وإيران اليوم تقف “على رأس العاير”، في حارتنا، وتصرخ وهي تلوح بالسكين، مهددة السعودية. وسبق لها أن عبثت بمطابخ بيوتنا، وشاهدنا تهديداتها الجدية والفعلية بأم العين وخالتها، بعد أن كدست الأسلحة في الكويت، وقبلها وبعدها، في البحرين، ولا ندري ما تنوي في قطر.
يا سادة لا حياد هنا ولا عدم انحياز، حتى لو لم تربطنا بالسعودية معاهدات ومواثيق. فإن التزمت الكويت الحياد في صراعٍ أحد طرفيه السعودية (ولا حاجة هنا للتذكير بمواقف السعودية في مصائب الكويت الكبرى)، فمتى سيكون لها موقف واضح؟
والأدهى يكمن في السؤال الأكبر: هل ستحترمنا إيران إن نحن التزمنا الحياد في موضوعها مع شقيقتنا السعودية؟ والجواب المبكي: لا أبداً، بل ستحسب حسابنا، ككتلة خليجية، إن توحدت مواقفنا ومصالحنا، فهذه هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إيران جيداً.
وهنا يجب الإسراع بتبيين موقفنا تجاه السعودية وإيران، بالإعلان الرسمي الحازم الحاسم: “الكويت ترفض التهديدات الإيرانية للسعودية، وتعلن وقوفها مع السعودية في وجه هذه التهديدات”. وهذا أضعف الإيمان. أو فلننتظر دورنا في القائمة الإيرانية.