في تطور حاسم بصراع المحاور ، برزت مواقف روسية جديدة من شأنها ان تغير معادلات المنطقة بأكملها ، فبعد سنوات من الدعم الدبلوماسي والغطاء السياسي الذي لعبته روسيا منذ بداية الأزمة في سوريا ، من خلال إنقاذ الفيتو الروسي لسوريا ضد القرارات الأمريكية الظالمة التي ارادت ان تفرضها مراراً وتكراراً ضد النظام .
فقد قرر الدب الروسي و بموافقة الأسد السوري التدخل عسكرياً بآلياته ورجالة (مباشرة) هذه المرة ، لمواجهة العصابات الإرهابية والتكفيرية (كداعش والنصرة والجيش الحر ومن لف لفهم ) المدعومة من امريكا ومحورها الخاضع الخانع لتكون ثاني دولة تعلن دعمها العسكري لسوريا الأسد بعد ايران ورجال حزب الله .
فبعد ايام من اعلان القرار بدأ الروس فعلياً بتوجيه عدة ضربات قاصمة دكت مواقع هامة للجماعات المسلحة ، وهذه الضربات من شأنها ان تساهم في قلب معادلة الصراع داخل سوريا وخارجها ، فالمتابع السياسي والعسكري يعرف مدى اهمية هذا القرار الروسي على العالم بأسره ، خصوصاً انه مبنى على معطيات وإتفاقيات متينة لا يمكن تجاوزها او تخطيها .
فروسيا أثبتت من خلال تدخلها المباشر في سوريا انها جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة الذي تشكل قبل عدة سنوات ، والذي يتكون من (سوريا وايران والعراق وحزب الله وروسيا ، وعدة شعوب من مختلف دول العالم ) وان هذا المحور في تطور مستمر يوماً بعد يوم ، ورصاصتة قد انطلقت ولن تتراجع مهما كلف الأمر .
وكما اثبت الرئيس بوتين من خلال هذا القرار الشجاع ، وأيضاً من خلال تصريح الخارجية الروسية ايضاً (والتي قالت به بأنها على استعداد كامل للتدخل في العراق لمواجهة داعش اذا طلبت الحكومة العراقية ذلك)، انه لن يسمح بأن تنفرد امريكا بمصير العالم وان عصر التفرد الامريكي قد ولى من دون رجعة .
فبهذا التدخل الروسي والدعم اللامحدود لمواجهة داعش وبقية العصابات في كل الجبهات ، قام بوتين بتوجيه صفعة قاصمة ليس للجماعات التكفيرية فحسب بل لأمريكا وحلفائها اياضاً ، خصوصاً بعد فشل التحالف الأمريكي (المزعوم) لمواجهة داعش في العراق الا ان التاريخ سيشهد ان روسيا وحلفائها حققت ما عجزت عنه امريكا وحلفائها .
وفي الختام نقول ان القادم افضل لمحور المقاومة ، وانه والتزاماً بالوعد الإلهي نستطيع القول أن محور المقاومة هو من سيذل ويهزم داعش وسيخلص العالم منهم .