بيان الحركة الدستورية الاخير المتوجس من الخطر الايراني القادم، يطالب «السلطة» بضرورة الحذر والاستعداد لمواجهة الكوارث والأزمات التي قد يجلبها هذا الخطر. وأهم هذه الاستعدادات كما ترى حركة الاخوان هو «تعزيز الجبهة الداخلية»، وهذا يتأتى حسب رأي الحركة عبر تحقيق المصالحة الوطنية بإطلاق سراح سجناء الرأي واعادة الهوية الوطنية او الجناسي لمن سحبت منه الجنسية.
اي ان الحركة الدستورية بكل شفافية ووضوح تستغل الخطر الايراني، الذي دقت هي ناقوسه لتحقيق مطالبها الخاصة، ومناشدة السلطة او اجبارها على التعامل مع معارضيها بشكل يؤدي الى تماسك الجبهة الداخلية، ولا يضعف هذه الجبهة امام احتمالات الخطر القادم. طيب.. ربما يكون هذا ضروريا وهذه المناشدة مقبولة، ولكن ماذا عن الحركة نفسها؟ وماذا عن بقية المعارضين؟
ألا يجدر هنا بالحركة الدستورية الاسلامية وبقية حلفائها من المعارضين، الذين تطالب الحركة بإطلاق سراح مساجينهم دعما للجبهة الداخلية، أليس من المفروض في هؤلاء جميعا ان يبدأوا بحسن النية. اي بإنهاء الخلافات او الانشقاقات التي صدعت الجبهة الداخلية. طبعاً هذا ان كان هناك خطر ايراني حقيقي تستشعره الحركة الدستورية الاسلامية وبقية المجاميع المتحالفة معها.
لكن على ما يبدو، ان الخطر الايراني او التهويل منه هو دعاوى ومناورات سياسية للعاجزين والمفلسين. لهذا فإن الحركة الدستورية معنية بتحميل السلطة وحدها «تكاليف» واعباء مواجهة هذا الخطر. اما الحركة وحلفاؤها فإنهم يسعون الى تعزيز وضعهم وبسط نفوذهم على حساب الوطن اولا والسلطة ثانيا.
اذا كانت الحركة الدستورية الاسلامية او غيرها تستشعر خطرا حقيقيا، وهذا احتمال وفرضية مقبولة في ظل الاوضاع الاقليمية المشتعلة والمضطربة، فانها مدعوة الى المبادرة الفورية بانهاء نزاعها او اختلافها مع الآخرين ايا كانوا، وتحقيق التحالف الوطني وتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة الاخطار القادمة. على الحركة وغيرها ان «يضحوا» مثل ما هو مطلوب من السلطة ان تضحي او تتنازل لتحقيق المصالحة الوطنية. اما ان تطرح الحركة مطالبها ورؤاها الخاصة، وتطلب من السلطة الانصياع لها، فانه تكسب واضح ومفضوح، بغض النظر عن صدق او كذب دعاوى الخطر الايراني.