سبق أن تطرقنا لموضوع الكتابة بشكل عام ، و هنا سنتاول جانب متعلق بالكتابة و هو صعوبات الكتابة ، و ذلك ما يطلق عليه المختصين ” dysgrahia”.
تعرف صعوبات الكتابة بشكل عام ” بأنها صعوبات في آلية تذكر تعاقب الحروف و تتابعها و من ثم تناغم العضلات و الحركات الدقيقة المطلوبة تعاقبيا أو تتابعيا لكتابة الحروف و الأرقام ” ( الزيات،٢٠٠٢ ( .
أما الكتابة اليدوية فهي قدرة الفرد على رسم الحروف رسماً صحيحاً بخط واضح و مقروء بحيث تعطي تلك الحروف المرسومة دلالة واضحة لمدلولاتها ، و تعني صعوبة الكتابة اليدوية ، تويش بالجهد المبذول بالرؤية و الحركة ، فالطفل الذي يعاني من صعوبة في الكتابة اليدوية لا يستطيع تحرير معلومات عن طريق حاسة البصر إلى الجهاز الحركي .
الصعوبات التي يواجهها الطفل في الكتابة ترتبط بالعوامل التالية :
١- عوامل متعلقة بالطفل :-
– العوامل العقلية المعرفية : أي قدراته و استعداداته العقلية و بنيته المعرفية ، كما أن العمليات المعرفية تلعب دوراً كبيراً في صعوبات الكتابة أهمها :
* اضطرابات الضبط الحركي ؛ فتكون لديه صعوبة في القدرة على التحكم في ضبط العين مع حركة اليد التآزر البصري الحركي” ” .
* اضطرابات الإدراك البصري و السمعي ؛ لتعلم الكتابة يجب أن يعرف الطفل السمات الخاصة المميزة للحروف و الكلمات بصرياً و استرجاعها من الذاكرة ، فعدم تمييزها يؤدي إلى صعوبة في إعادة إنتاجها و كتابتها بصورة صحيحة .
*اضطرابات الذاكرة البصرية .
– العوامل الانفعالية الدافعية : رغبة الطفل في تعلم الكتابة ، و محاولاته لتحسين أدائه ، و حبه للموضوع المكتوب .
– عدم القدرة على تفضيل إحدى اليدين في الكتابة .
٢- عوامل متعلقة بنمط التعليم و أنشطته و برامجه :-
هذه العوامل ترتبط بالمعلم ، من خلال عدم تصحيح أخطاء الكتابة لدى التلميذ بشكل فوري ، حيث تخزن الكلمة لديه بالذاكرة بنفس الشكل الخاطئ ، بالإضافة إلى قلة تدريب التلميذ على الكتابة ، و التركيز على جانب و إهمال الجوانب الأخرى من المهارات الكتابية .
٣- العوامل المتعلقة بالبيئة الأسرية و الاجتماعية :
حيث أن التلميذ بحاجة إلى متابعة الأسرة أيضا ، فعلى ولي الأمر متابعة نمو قدرة ابنه على اتقان الكتابة اليدوية ، و تدريبه في المنزل و عدم إلقاء الأمر كله على المعلم فقط .
للأسباب السابقة دائماً أنصح أولياء الأمور و مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي الحرص على الكتابة بشكل صحيح ، و التمييز بين” ه -ة ” “ا -أ-إ” ” ى – ي” عند الكتابة ، و كذلك التمييز بين المدود الطويلة و القصيرة ، أي المد بالألف و الواو و الياء ، و الحركات (َ -ُ -ِ ) و ذلك لأن أبناؤنا يتعلمون منا و يمكن أن يقعوا بنفس الأخطاءنا ، و يمكن أن يتعرضوا لخطأ التشخيص في المدرسة من قبل الذين لديهم معرفة قليلة في التخصص ، و في الواقع أن التلميذ لا يعاني من مشكلة أكاديمية ، إنما حصل على تعليم غير مناسب .
لموضوع صعوبات الكتابة تكملة ستكون في مقال آخر بإذن الله .