يا عيني على إيران عندما تتحدث عن قيمة الإنسان. يا عيني على مسؤولي طهران عندما يبكون على أرواح البشر. يا عيني على الإنسانية الرقيقة القادمة من بلد الاستخبارات والميليشيات والإبادات ومقاصل الأوناش.
إيران، لا شك، صديقة الورود والبيئة والحياة والتعمير، وصديقة الطفولة والكهولة، وصديقة الإنسان والحيوان، ومن يصرخ محتجاً: “إيران لم تكتفِ بالطائفية ضمن حدودها، بل غلّفت الطائفية بورق السولوفان، وألصقت عليه (قابل للكسر)، وشحنته إلى دول المنطقة، وأبرزها سورية واليمن ولبنان والبحرين، وكادت تصدرها إلى الكويت، وها هي تبحث في جدران مصر عن شقوق تتسلل من خلالها”، سنقول لقائل هذا القول: “هذا هو، بالضبط، تبادل الثقافات يا جاهل”.
وللمشكك نقول: ألم تسمع بكاء إيران على شهداء الحج؟ اترك عنك الملايين الذين تسببت إيران في موتهم وتهجيرهم وغرقهم ووو، وانظر إلى دمعتها الحارة على شهداء الحج، واستمع إلى نواحها الذي يقطع نياط القلب! ستقول: “إيران ذات الماضي الكالح في مواسم الحج، إيران التي أطلق حجاج استخباراتها الغاز في نفق المعيصم، وحملوا السكاكين، وقاموا بالتفجيرات في مكة الطاهرة، الآن تحتج على تنظيم السعودية لشعائر الحج، وتريد تدويل مكة”.
وأرد عليك: “صحيح أن إيران قامت بكل ذلك، وصحيح أنها لا تسمح ببناء مسجد واحد للسُّنة داخل حدودها، لكن هذا لا يمنع تسامحها مع الأديان، فمعابد اليهود موجودة هناك، ثم إن إيران ستضمن عدم تدافع (حجاج استخباراتها) عندما يحين دورها في إدارة أحد مواسم الحج”.
فقط جربوا، ولو مرة واحدة، أن تتولى إيران إدارة الحج، وسأضمن لكم ألا يحدث أي تدافع.
على أن مطالباتنا بالتحقيق في الفاجعة التي حدثت في الحج هذا العام، واتخاذ الإجراءات الصارمة التي تمنع تكرارها، لا تعني نكران جهود المسؤولين السعوديين في تسهيل الشعائر، وصرف مليارات الدولارات من أجل ذلك، وبذل الجهود الجبارة خدمة لضيوف الرحمن.